كتاب وشعراء

أحلامي…..بقلم مريم محمد أبو زيد

“أحلامي: سفرٌ في مملكة الوجد”
زوارقُ من نورٍ
تُبحرُ في محيطِ الغيبِ،
تَحملُ أسرارَ الأزلِ بينَ أضلاعِها،
وتسكبُ في قلبي خمرةَ البهاءِ.
هيَ قطرةٌ من كأسِ الخلودِ،
سقطتْ على صفحةِ الزمنِ،
فأزهرتْ حدائقَ لا يعرفُها الفناءُ.
تتوهَّجُ كأنَّها سراجُ العارفينَ،
يَلتهبُ بصمتٍ في مذبحِ الذكرِ،
حتى إذا ما لامسَهُ نسيمُ الحنينِ،
صارَ شُعلةً تَعبقُ بأنفاسِ السماواتِ.
وتذوبُ كالندى في بحرِ اللقاءِ،
كأنَّها نجمةٌ توارتْ خلفَ أهدابِ الفجرِ،
أو روحٌ عادتْ إلى بيتِها القديمِ.
على ضفافِ الأبدِ
خلَّفتَ في أعماقي سِرَّاً،
خطَّتهُ يدُ القدرِ بمدادِ النورِ،
يشهدُ أنَّني عرفتُ وجهَكَ
قبلَ أن تُطلِقَ الأرضُ أنفاسَها الأولى.
أنتَ المطرُ الذي يُنبتُ في صحراءِ روحي
أزهارَ الأملِ،
وأنتَ النشيدُ الذي لا يكتملُ
إلا حينَ يلامسُ صمتُكَ أوتارَ قلبي.
يا قارئَ الوجودِ في عينيَّ
خذني إلى حيثُ لا يُغلقُ الفجرُ أبوابَهُ،
إلى بستانِ اللقاءِ الأولِ،
حيثُ الحبُّ شفاهٌ صامتةٌ،
تُسبِّحُ بلا كلماتٍ.
فإنْ عدتُ،
فإنِّي أعودُ بمملكةٍ من الضياءِ،
وبقلبٍ صارَ مرآةً تُعكسُ فيها أسماؤُكَ.
يا نورَ الأسرارِ
أنتَ الموطنُ الذي ضللتُ عنه ألفَ عامٍ،
واليقينُ الذي لا تُزعزعُهُ رياحُ الشكِّ.
اسكبْ فيَّ جرعةً من ذِكراكَ،
تُحيي عظامي،
وتجعلُ منِّي ظلّاً لحضورِكَ الأبديِّ.
خذ قلبي إليكَ،
كما يأخذُ المدُّ البحرَ إلى الشاطئِ،
وكما تأخذُ النجومُ نورَها من الشمسِ.
واجعلني بين يديكَ
دعاءً لا ينقطعُ،
وفجراً يُولدُ كلَّما أغفيتُ.
مريمُ..
والقصيدةُ لا تنتهي..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى