مصطفي السعيد يكتب :إغتيال بوتين أم خداعه أم تسوية في قمة ألاسكا مع ترامب

كل الإحتمالات واردة في لقاء ألاسكا بين الرئيس الروسي بوتين والرئيس الأمريكي ترامب – الإغتيال ليس مستبعدا تماما، وإن كان احتماله ضئيلا، فالعداء مع بوتين عميق بمدى يتجاوز الدولة الأمريكية العميقة، وسبق أن تعرض لمحاولات إغتيال بطائرة مسيرة أو تفجير احتفال، وهو الآن بين أيدي مخابرات خبيرة في الإغتيالات، ليس بالضرورة تفجير أو حادث، فهناك الإغتيالات الناعمة بمواد سامة بطيئة المفعول أو إشعاعات ممرضة .. إنها مخاطرة من بوتين على كل حال، رغم حذره الشديد، حتى أنه أبعد ماكرون عنه إلى طرف طاولة الإجتماعات في الكرملين، وأبعد ضيفته أنجيلا ميركل بكلبه المخيف، ولا يأمن لأردوغان أبدا. كما تعرض لعدة محاولات إطاحة بثورات مصطنعة، ولن يلين قلب أمريكا عليه أبدا، بمن فيهم ترامب الذي أصدر أشد العقوبات ضراوة، ويعاقب الدول التي تشتري نفط وغاز روسيا، حتى لو كانت دول مقربة مثل الهند، وكذلك يريد وضع أقدامه في ممر زنجزور في أرمينيا، هدية لعلييف في أذربيجان، تقديرا لخدماته لإسرائيل في ضرب إيران، وربما إغتيال رئيسها إبراهيم رئيسي، وكذلك يضغط على روسيا في خاصرتها القوقازية الرخوة، ويتحكم في نفط وغاز وسط آسيا، لهذا لا ينبغي أن يكون بوتين مطمئنا في ألاسكا، التي اختارها ترامب لأنها أراضي روسية اشترتها أمريكا في غفلة من التاريخ، مثلما ظهرت أوكرانيا في غفلة من يلتسين، رغم أن أوكرانيا كانت جزءا من روسيا قبل ظهور لإتحاد السوقييتي، وكان الطبيعي أن تعود إلى روسيا بعد تفككه. المؤكد أن بوتين يعرف أن الإتفاق التجاري بين أمريكا والإتحاد الأوروبي وافقت عليه أوروبا رغم أنه مذل – حسب وصف قادتها – مقابل أن يواصل ترامب دعم أوكرانيا، كما يدرك بوتين أنه كان يحارب الناتو بقيادة أمريكا، وأن ما دفع ترامب للتدخل مؤخرا أن مخابراته أبلغته أن الجيش الأوكراني يوشك على الإنهيار، ولن يكفي الدعم الأمريكي لإنقاذه، وأن الوقت حان للعمل الدبلوماسي قبل أن تسيطر روسيا على نصف أوكرانيا شرق نهر الدنيبر على الأقل، بينما أوروبا ترتعد من الخوف، لهذا فإن إيقاف القوات الروسية بات مطلبا ضروريا، سواء دام هذا الإتفاق أو كان مجرد خدعة جديدة لبوتين، الذي سبق خداعه مرات، سواء في إتفاق منيسك أو إتفاق إسطنبول، فالمفاوضات يتم إستخدامها أحيانا لتخدير العدو، حتى تأتي اللحظة المناسبة للدغه، فهل سيتعرض بوتين للخداع من جديد، أم أنه سيتوصل إلى إتفاق يوثق إنتصاره في أوكرانيا؟ وهل ستوافق دول أوروبا الحليفة، أم ستدفع زيلينسكي إلى مواصلة القتال مثلما أعلنت؟ المؤكد أن وقف القتال لن يمنح بوتين إنتصارا كاملا كان يوشك على تحقيقه.