كتاب وشعراء

لست من هذا العالم ….بقلم رضوي بوسليمي

* لست من هذا العالم
لست من هذا العالم ، ولدت على غير
وفاق معه .
أبدو في وضع الغريب الدّائم .
يناوشني كلّ ما حولي ..
لست من هذا العالم !
لا شيء يربطني به،
بأمّ عيني رأيت الأحمق يتولّى النصيحة ،
والحكيم في شكّ من أمره ..
اتتبّع عقد العالم
عقدة ، عقدة .
وقفت عند المظالم
والصّمت المريب .
لست من هذا العالم !
أحاول تجاوز ما بي ، لعلّني أكون كما كنت .
أميل إلى العزلة ،
أتجاوز القبح والسّوء كي لا يكبر وجعي فأسقط ثانية .
لست من هذا العالم !
لا أعرف أين أذهب ؟
لا أعرف أين أنا ؟
هل يمكن أن أكون في القاع ؟!
لست من هذا العالم !
جربت البقاء وحيدة
بلا أسرة ، بلا رفقة ، بلا صحبة
فقط انا ونفسي
أسلك كم طريقا وحدي بلا بوصلة ،
أرتّب قولي : هذا من نصيب الجميع
وذاك أسرّ به إلى نفسي وثالث لن أخبر
به أحدا .
لست من هذا العالم !
أنا روح امتهنت القلق ، تحسب بعض النّوم فخّا .
وحده الصّمت لا يخون .
إن مرّ العمر أنتظر الصّعب يمرّ ،
أحترق طويلا …
فأنضج كما يجب ،
أتخيّر أشيائي الصّغيرة ، أجعلها خاصّتي ..
لست من هذا العالم !
صادم حين تدرك أنّك تعاملت طويلا مع الأشباه ،
أشباه الأحبّة
أشباه الحقيقة…
يشفق التّاريج عمّن جرفتهم الدّهشة … فيعيد نفسه .
سادتي …
قد أبدو للعالم قويّة ، لا يغرّنّكم ذلك ، فأنا في الحقيقة هشّة جدّا
أنا لست على ما يرام ..
لطالما أوصيت أحلامي بالصّمود
لعلّها تبقى على قيد الحياة .
لست من هذا العالم !
يختلط كلّ الأمر في ذهني ،
يحيط بي كسل ونعاس وهدوء .
أفكّر في هدنة طويلة ،
تؤرقني فكرة الرّحيل .
أغامر من جديد
و نصائح الأوّلين عكازتي
أغامر ثانية
رغم الضّيق الذي أحرج صدري .
لست من هذا العالم !
أغامر تباعا وكلّي أدب في حضرة الجرح .
————–روضة بوسليمي / تونس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى