رؤي ومقالات

جمال محمد غيطاس يكتب :بيان الخارجية بعد تصريحات “النتن” ياهو: رد فعل من زمن “اللا مصر”

أقول لكل الغاضبين والمحبطين والحزانى والرافضين لما ورد في البيان الهزيل “الكيوت” المؤدب زيادة عن اللزوم، الصادر من وزارة الخارجية بشأن تصريحات القاتل الغاصب الكذاب المحتل العنصري اللاإنساني المسمى “النتن” ياهو، وحديثه الاستيطاني الشيطاني وعيونه الوقحة التي ترنو بنهم وطمع إلى أراضٍ من وطننا: هذا البيان صادر عن “اللا مصر” وليس عن “مصر”.
وبالتالي لن يصدر البيان الذي تنتظرونه وتتمنونه ما دام زمن “اللا مصر” قائماً.
نحن جميعاً نريد أن نسمع ونرى مصر تتحدث عن نفسها أمام العالم بكل القوة والعزة التي تستحقها. فلا نسمع ولا نرى إلا “اللا مصر” التي تتحدث إلى نفسها بكل الوهن والضعف الذي لا تستحقه.
يدفعني لقول ذلك الكلمات الغاضبة المحبطة المتألمة الحزينة التي غصت بها التعليقات الواردة على بيان الخارجية المنشور على الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية على “فيسبوك”، رداً على تصريحات “النتن” ياهو.
أقول مجدداً لكل مصري: لا تهن ولا تحزن. عمر مصر لا يُقاس بالعقود وعشرات السنين أو القرون ومئات السنين، وإنما بالألفيات، أي آلاف السنين. سبق وظهرت حالات “اللا مصر” عشرات المرات طوال عمرها المديد، ولم تكن إلا سطوراً عابرة شاذة في تاريخها، حتى وإن طالت أو استطالت. ثم رحلت “اللا مصر” وتلاشت، لتعود مصر القائدة الملهمة العزيزة لتسطع من جديد، وتضبط ميزان الإقليم بأكمله، بحضارتها قبل قوتها، وبرشدها قبل عنفها واندفاعها.
اقرأوا كتاب “فجر الضمير” لتعرفوا قيمة وطنكم ومكانته، لتعرفوا أن مصر أقوى وأسمى وأرفع وأطول نفساً وأعمق أثراً من “اللا مصر”.
أقول مجدداً وسأظل أقول: إن مصر ستعود بعد أن تقطع شوطاً بعيداً لا رجعة فيه، من الحرية والعدل والمساواة وسيادة القانون والدستور ومساءلة الحكام والمشاركة في اتخاذ القرار، وفي التعليم والصحة والإنتاج والزراعة والتصنيع، وتملك زمام أمرها بيدها وحدها، يد تضعها فوق كل صغيرٍ تصوَّر أو يتصوَّر أنه كبير، وكل هامشي أو ضعيفٍ تصوَّر أو يتصوَّر أنه محوري أو قوي، سواء كان “النتن” ياهو أو غيره من القتلة أحفاد القردة والخنازير، أو لاعقي أحذيتهم شرقاً وغرباً.
باختصار، ستأتي مصر بعد أن تبني نفسها بالدرجة التي تجعلها تستدير عن الطريق والحال التي هي فيه الآن، وتمضي بهدوءٍ ورَشَدٍ في طريقها الطبيعي الذي رسمه لها القدر، قائدة واعية، ذات هيبة تستوعب كل ذي خيمة، وتضع كلًّا في مكانه.
ستأتي مصر ولو بعد مائة أو ألف سنة، وحينما تعود إلى حالتها الطبيعية والمسار الصحيح لدورها المكتوب على جبينها من قبل خالق الخلق والأكوان، يمكنك أن تنتظر منها ما بحثت عنه في بيان الخارجية ولم تجده. أما الآن، فأعيد القول: لا تنتظر خروج الماء العذب من النبع المالح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى