كتاب وشعراء

سراب الوجوه …بقلم مها السحمراني

عينٌ حاسدة
تلسع قلب الغريب
نارٌ بلا دخان
زهرةٌ يانعة
يمرُّ بها الحاسد
فتذبل فجأة
ضحكةٌ صفراء
تُخفي تحتَ ظلها
سيفًا صدئًا
مرآة الليل
تُظهر خلف الوجه
عقربًا سامًا
طيرٌ مغرّد
لكن عيون الآخرين
تكسر جناحه
أرضٌ خضراء
تصير يبابًا حين
يمرُّ حسود
ظلُّ الغراب
يطارد فراشةً
وترتجف الأجنحة
كلمة ودّ
يُحوّلها الحاسد
إلى طعنة
قمرٌ ساطع
تغطيه غيمة
من سواد القلوب
بئرٌ معطّلة
ماؤها مرٌّ
كأنه غيرة
ابتسامة طفل
تُثير نارًا خفيّة
في قلب آخر
جدارُ الغيرة
أعلى من جبالٍ
يسجن الأرواح
عطرُ الورد
يتحوّل دخانًا
حين يُشمّ بحسد
سهمٌ مسموم
يُرمى في الظلام
ولا يُرى قاتله
مائدة عامرة
لكن العيونَ تأكل
قبل الأيادي
صوت الناي
يبكي وحيدًا
يخنقه الحسد
حصادُ قمح
تُحرقه النارُ
ليس صدفة
غيمة حاقدة
تحجب شمس النهار
عن بيت جارك
عينان سوداوان
تطاردان النجاح
كقطة جائعة
كتابٌ مفتوح
لكن الصفحات
ملطخة بغيرة
شجرة مثمرة
ترشقها الحجارة
من كل صوب
سيف الغيرة
يُغمد في الصدر
باسم المحبة
قلبٌ حاسد
لا يعرف طعم الماء
ولو شرب نهرًا
ليلٌ طويل
لا يزول من صدرِ
من يملأه حسد
فراشة نور
تغدو رمادًا
بنفخة غيرة
طريقُ الحاسد
مليء بأشواكٍ
زرعها لنفسه
صوت الريح
يهمس بالتحذير
لكن لا يُسمع
غيمة سوداء
تظلّل القلوب
حتى تموت
نبتة شوك
تخرج من صدرٍ
اسمها غيرة
بحرٌ هائج
كل موجة فيه
حسدٌ جديد
وجهٌ مبتسم
لكن خلفه بابٌ
مليء سمومًا
عينٌ تنظر
لا ترى الجمالَ
ترى فقط ما تفتقد
حقلُ سنابل
يمرُّ به الحاسد
تصفر الريح
في العيون نار
في الكلام سكّين
في القلب موت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى