سيمفونية الظلام والنور….بقلم مَرْيَم حُسَيْن أَبُو زَيْد

في عَالَمٍ يَغْزُوهُ الكَآبَةُ العَمِيقَة،
تَرْتَجِفُ الأَرْوَاحُ عَلَى نَغَمِ أَحْزَانِهَا،
كَطُيُوفِ النُّجُومِ البَعِيدَةِ تَسْقُطُ دُمُوعًا،
وَتَذُوبُ فِي فُضَاءٍ مَلآنَ بِالصَّمْتِ وَالوَحْشَة.
الأَشْجَارُ تَنْحَنِي كَأَنَّهَا تُصَلِّي،
وَالأَغْصَانُ تَبْكِي بِصَوْتٍ لَا يَسْمَعُهُ أَحَد،
حَتَّى الطُّيُورُ تَهْجُرُ أَعْشَاشَهَا،
تَارِكَةً وَرَاءَهَا ذِكْرَى الدِّفْءِ وَالِانْتِظَار.
لكِنَّ فِي هَذَا الظَّلَامِ،
يَنْسَجُ القَمَرُ وَشَاحَهُ الفِضِّيَّ،
يُلْقِيهِ عَلَى جَسَدِي المُتْعَبِ،
فَيَغْسِلُ الجِرَاحَ بِضِيَائِهِ الخَفِيف،
وَتُنْسَجُ الرُّوحُ مِنْ جَدِيدٍ بَيْنَ النُّورِ وَالْوَجْع.
ثُمَّ فِي لَحْظَةِ هُدُوءٍ،
يَأْتِينِي النَّوْمُ كَنَسِيمَةٍ رَحِيمَة،
يَحْمِلُنِي بَيْنَ جَنَاحَيْ مَلَكٍ صَامِت،
إِلَى عَالَمٍ لَا يَعْرِفُ الحُزْنَ،
فَتَنْامُ الْقُلُوبُ،
وَتسْهَرُ الْيَقَظَةُ لِتَرْقُبَ أَلَمِي وَتُذِيبَهُ،
قَلِيلًا… قَلِيلًا…