كتاب وشعراء

أتعود ليعود النور من جديد؟/بقلم المبدعة سماح أنور الشيباني/ اليمن

“”

مرحباً يا عظيم الخَلق والخُلق، مرحباً يا عظيم الهداية والطريق المستقيم.
أكتب لك لعلها تصل إليك، لتعلم ما الذي حلَّ بأمتك بعد رحيلك.
أنرتَ عالماً حين ولدتَ، والآن ما أراه هو الظلام الدامس.
أرى العالم بدخانٍ أسود بعد رحيلك.
أتعود لترى ما الذي حدث بأمتك بعد أن ذهبت؟
أُعميت عن أعيننا، فصرنا نرى الحرام حلالاً، والحلال حراماً.
عمَّ الجوعُ فاستوطن كل قبيلة، وعمَّ الفسادُ فطغى على الضعفاء.

أصبحنا جاهلين خَلقاً وخُلقاً، غارقين في متاهات المظاهر، بعيدين عمّا يكمن في البواطن.
أصبحت أمتك العربية ميتة، أرواحاً تسير إلى مقبرتها الجهنمية.
صرنا ضعفاً لا نُجيب نجاة أحد، ولا نستطيع نُصرة أنفسنا، حتى غدت أيادينا مكبّلة بالعادات والتقاليد والأوهام.

حبيبي يا رسول الله، يا من ناداك قلبي مئات المرات، لعلّك تسمعني.
أتعود لترى أي جهالةٍ اتبعنا؟ أي طريقٍ سلكنا؟
أصبحت الضلالة عهداً، فلم نلتزم بالحجاب ولا حتى بالاحتشام.
لم يعد بيننا ما يُسمى عدلاً أو حباً للغير.
صرنا ندور في دوائر تُعيدنا إلى جهلٍ أخرجتنا منه سابقاً.
اخترتَ الرفيق الأعلى، وكان هذا مقامك العظيم، وتركت لنا ما نتبعه، لكن الفتن أغوتنا.
صرنا نفكّر في الغد وننسى الآخرة ومصيرها.
غرقنا في دوامات الكراهية، وانقسمنا قبائل؛
منا من يحاول اتباعك، ومنا من نسي سنتك.

لا ترجع إلينا، فقد أصبحنا فساداً، ولن يُعجبك ما وصلنا إليه.
صرنا نذكر الدنيا أكثر من ذكر الله.
ستجدنا قد أُغوينا وأغوينا غيرنا.

نحاول الخروج، لكن الطريق غير واضح.
كل ما أمامنا يا حبيبي ليس سوى ضبابٍ أسود، وأعيننا ليست وامضة بما يكفي لرؤية الطريق.
أصبحت الفتن تُزيّن لنا ما لا يجب، وما لا يرضيك، لكننا نطيل النظر إليه.
صرنا أكثر جهلاً من جهل الجاهلية.

أتعود لترى ما الذي حلَّ بنا؟
لتهدي قلوبنا بعد ضلالاتها؟
أتعود لتُرشدنا إلى طريقٍ نُسلِم به من كل هذه الفتن؟

سماح أنور الشيباني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى