كتاب وشعراء

• لو أنكَ بيننا يا رسولُ الله ؛ لَمّا ضللنا أبداً / بقلم المبدعة/مي محمد / اليمن

السلامُ عليكَ يا مَن تركتَ لنا ميراثاً خالِداً مِن الحُبِ وَ الرحمةِ وَ الفضيلة ، يا مَن تعجزُ الكلِماتِ عن وصفِ شُعوري وَ أنا أكتُبُ إليكَ هَذِهِ الرِسالة ، وَ أتخيلُ لو أنكَ بيننا اليوم ؛ لَكانَ وجودُكَ بلسماً لِجُروحِنا ، وَ نوراً يُبصّرنا في ظُلماتِ تفرقّنا ، لو أنكَ هُنا بيننا لأتيتُكَ واقِفةٌ بينَ يديك ، وَ أُحدِثُكَ عمّا في قلبي ، وَ أشكو إليكَ زماناً أصبحَ فيهِ الغريبُ فينا ؛ يحمِلُ الأخلاقَ الذي علمتنا إياها ، أشكو إليكَ زماناً تشتت فيهِ قُلوبِنا ، وَ أرهقتنا فيهِ هُمومِ الدُنيا ، وَ غابت عنا فيهِ حقيقةُ رِسالتِكَ العظيمة ، وَ غابَ عنا فيهِ وجهُكَ الذي كانَ يشرُقُ بِنورِ الهِداية ، فمَن سيُصغي لأحلامِنا وَ هُمومِنا ؛ وَ مَن سيمسحُ على قُلوبِنا بِكفًّ حانية فَنشعُرُ حينها بِالطُمأنينة ، وَ مَن سيُذكِرُنا بِالحقّ وَ العدل ؛ وَ يُعلِمُنا أنَّ قوتُنا ليست في سِلاحُنا بل في أخلاقُنا ، وَ مَن سيُرشِدُنا إلى محبةِ الخيرِ لِلناس ، وَ يوضِحُ لنا أنَّ الدينِ ليسَ قسوة أو عُنف ؛ بل هوَ رحمةً وَ سماحة ، أتيتُ إليكَ يا رسولي الحبيب لِأُخبركَ بِأننا بِحاجةٍ إليكَ في هذا الوقتِ أكثرُ مِن أيّ وقتٍ مضى ، بِحاجةٍ إليكَ أنّ تُعيدَ إلينا إنسانيتُنا ؛ وَ بِحاجةٍ إلى كلِمةٍ مِنكَ تُنيرُ لنا دُروبُنا ، وَ بِحاجةٍ إلى نظرةٍ مِنكَ تُذيبَ ما في قُلوبِنا مِن قسوة ..

لو أنكَ بيننا يا رسولُ الله ؛ لَكُنتَ قُدوتُنا كيفَ نكونُ صادقينَ معَ أنفُسنا وَ معَ الآخرين ، وَ كيفَ نُحِبُّ لِغيرِنا ما نُحِبّهُ لِأنفُسنا ، لو أنكَ بيننا لَذكرتنا بِأنَّ الحياةَ الدُنيا قصيرة ؛ وَ أنَّ الآخرةُ هيَ دارُنا الحقيقية ، وَ أنَّ سعيُنا ينبغي أنّ يكونَ لِتحقيقِ رِضا الله ..

وَ الآن هل يُمكِنُني الإعترافِ إليكَ بِأنَّ جميعُنا يا حبيبي نُحِبُك ؛ نُحِبُكَ أكثرَ مِما نظُنُ وَ نُدرِك ، وَ لَكِن أعمالُنا لا تشهد على ذَلِكَ الحُب ، نُرددُ بإسمِك ؛ وَ لَكِننا نبتعِدُ قليلاً عن سُنتِك ، فَلقد تعلقنا بِأهدابِ العيشِ وَ نسينا أنَّ الحياةُ الحقيقية في إتباعِك ، وَ لَكِن أُقسِمُ لَك يا رسولي العظيم بِأننا نُحِبُك ؛ وَ لو أنكَ بيننا لَمّا ضللنا هكذا أبداً ، وَ كُنا سنُعيدَ إلى الإسلامِ بهجتهِ وَ رحمتِهِ التي غابت مُنذُ وقتٍ طويل .

• مـيّ مُـحـمـد

‫2 تعليقات

اترك رداً على أبو سفيان إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى