كتاب وشعراء

لَا أَدرِي سِوَىٰ رَبِّي رَحِيما….بقلم حمدي الطحان

أَلَا يَا غَابَةَ الأَحْزَانِ غِيبِي
فَإِنَّ الشَّمْسَ قد ضَلَّتْ دُرُوبِي
و كَمْ أَشْتَاقُ لِلْبَسَمَاتِ تَأْتِي
و كَمْ أَهْفُو إِلَىٰ فَرَجٍ قَرِيبِ
فُؤَادِي قد غَدَا جَهْمًا كَئِيبًا
يَلُوكُ شَغَافَهُ وَحْشُ الكُرُوبِ
و صَبْرِي قد تَأَبَّانِي عَنِيدًا
و لَمْ يَأْْبَهْ بِدَمْعِي و النَّحِيبِ
كَعُصْفُورٍ مَهِيضٍ طَوَّحَتْنِي
رِيَاحُ العَجْزِ والخَوْفِ الرَّهِيبِ
أَمُدُّ إِلَىٰ الفَضَاءِ الرَّحْبِ جِنْحًا
تَمَزَّقَ بَيْنَ أَنْيَابِ الخُطُوبِ
فَأَسْقُطُ فِي مَهَاوِي اليَأْسِ دَهْرًا
عَمِيقَ الجُرْحِ، مَذْهُولَ الوَجِيبِ
يُحَاصِرُنِي ضَلَالِي وانْهِزَامِي
و تَدْفَعُنِي إِلَىٰ حَتْفِي ذُنُوبِي
فَلَا أَدْرِي سِوَىٰ رَبِّي رَحِيمًا
عَلِيمًا بِالنَّوَايَا و الغُيُوبِ
حَلِيمًا غَافِرًا جهْلَ البَرَايَا
و سَتّارَ النَّقَائِصِ و العُيُوبِ
يُجِيبُ العَبْدَ إِنْ يَوْمًا دَعَاهُ
و يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَاصِي المُنِيبِ
و لَيْسَ سِوَاهُ طِبًّا لِلْقُلُوبِ
و حِصْنًا لِلْمُطَارَدِ و الغَرِيبِ
و نُورًا يَغْمُرُ الأَرْجَاءَ طُهْرًا
ويَكْشِفُ ظُلْمَةَ الكَوْنِ الرَّحِيبِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى