نص نثري ….. بقلم // أحمد اليزيدي // اليمن

كنت في العزوبية أبحث عن قميصي كما يبحث الراعي عن شاةٍ شردت منه في الجبل؛ فإن وجدته، وجدته مطوياً على كرسي منذ شهرين، وقد تشكل على هيئته، وكأنه قطعة من الآثار القديمة.
أما الجوارب… فحدث ولا حرج، كنت أجد فردة معلقة فوق نافذة الغرفة، وأخرى تحت السرير، وأحيانًا أرتدي اثنتين لا قرابة بينهما إلا أنهما في قدمي.
كنت إذا أردت الخروج، أقف أمام المرآة نصف ساعة، أبدل القميص مرة، والبنطال مرة، حتى أنتهي بلباسٍ لا يعلم لونه إلا الله، ثم أقول في نفسي: “سهل المهم الستر”.
وكان حذائي، شاهدًا على أيام الشقاء؛ إذا غسلته صار مثل الطين، وإذا تركته صار مثل الحجر، فأمشي فيه وأشعر أني أجر صخرة.
واليوم… تغير الحال، صار كل شيء في موضعه، القمصان مصطفة كصف من النخيل، البنطال يبتسم لي من مكانه، الجوارب متآلفة كالإخوة، والحذاء يلمع كأنه مرشح لمنصبٍ رسمي.
لم أعد أضيع وقتي في البحث والتقليب، ولا أقف أمام المرآة متحسرًا على ألوانٍ تتشاجر على جسدي.
الحياة بعد الزواج مثل أرضٍ خضراء بعد جدب طويل، أما العزوبية مجرد فوضى، وجوارب ضائعة، وأيام بلا لون ولا طعم.
“AHMED”
💍💙