(ليلةساكب – 1878) أنشودةُ الجبلِ المُقاوِمِ) بقلم / د.عبدالله عياصرة

في تِلكَ اللَّيلةِ،
كانَ الجَبلُ يَنهَضُ مِنْ نَومِهِ،
تَحتضِنُهُ السُّيوفُ،
ويُطعِمُ النَّجمَ مِنْ جَمرةِ القُلوبِ
•
تَنادَى الشُّمالُ كُلُّهُ،
واجتَمَعَ في حضنٍ واحدٍ؛
شُيوخٌ كالصَّنَوبرِ،
وأحرارٌ كالمَطرِ حينَ يُعانِقُ التَّرابَ،
أوقَدوا في “ساكبَ” نارًا
أحرقَتْ لَيلَ الغَريبِ،
وأعلنَتْ أنَّ الأرضَ؛ لا تُشترَى
لا للبَيع.. لا للبَيع
•
“ساكبُ”؛
لم تَكوني -تلكَ اللَّيلة- قَريةً،
بل جُرحًا يَتوهَّجُ،
ونشيدًا يَطرُدُ العَتمةَ،
ورايةً تُرَفرِفُ مِنْ دَمٍ زَكيٍّ
على حُدودِ القُدسِ،
والضِّفَّةِ،
وكلِّ فلسطين
•
ها هنا؛
ما زالَ الشُّهداءُ يَمشونَ ويَمضُون،
أقدامُهم جُذُور،
وأصواتُهُم نُبُوءات،
يَسقُونَ التُّربةَ بدَمِهِمُ الطَّهَور،
ويَزرعُونَ فِينا عَهدًا: لا لن نلين،
وأنَّ الفِداءَ نَهرٌ لا يَجِفُّ،
وأنَّ النَّصرَ يُولَدُ مِنْ رَمادِ الحَريق
•
“ساكبُ”؛
يا طَعنةَ الضِّياءِ،
ويا قصيدةَ الجَبَل،
ستبقينَ سِفْرَنا الخالِدَ،
وفي الصَّلواتِ،
وفي الأناشيدِ،
رُوحًا مِنْ وَطَن،
وذاكرةً مِنْ فِداء،
وعَهدًا يَتوارثُهُ الأحرارُ:
فلسطينُ لنا،
والأردُنُّ لنا،
والأمَّةُ كلُّها
قلبٌ يَنبِضُ ولا يموت،
وسماءٌ مُعمَّدةٌ بنُورِ الحقِّ
واليقين…!
—
د. عبدالله عياصرة
الأردن
9:55 – 20/ 8/ 2025