كتاب وشعراء

النهر شريدا ……… بقلم // عباس سمامي // المغرب

النهر شريدا
ثعبانا مجنونا
يتلوى
يتعطش لقاء حتفه

كيف أمكنك
أن تغيري وجهته للجنوب
كيف أمكنك كبح جماحه
ارجاء جموحه
هدوءا وسكينة

الكاس التي كانت
أو تكاد
تفيض عن آخرها
كيف أفرغتها
دفعة واحدة
بنظرة من عينيك

البحر الذي لم أثق به يوما
كف عن جبروته
لا بل جف
بلمسة من يديك

القلب عنادا
يفقد بوصلته الاخيرة
العين تنزف ما تبقى من دم
قبيل أول منعطف

هاهنا تسقط تباعا
كل المجرات
قبل أن يحل المساء
قبل أن أفتح القلب
ثانية
للنساء

هاهنا لم يعد
كل السحر
حلالا
اذا رفضت الامطار
السماء

هاهنا أزهار الحديد
تتفتح ثانية
كؤوس النبيذ تحلو
السيجارة التي
تعودتها شفتي
ترغمني
ألا داعي للفراق

ها هنا
هاهنا
النورس
لا يحلق كما يشاء
غروب الشمس
عند قدم المحيط
لم يعد له من اغراء

السفر بعيدا
الاصباح عند هامش المحطات
مثقلا بالهدايا
بالاشواق
ثملا
أحاول استرجاع الذكريات
بحب من الله سكن الفؤاد
وامراة بعيدا عنها
أعيد صياغتي من جديد
لألا تقول ثانية
أنني الأناني العنيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى