كتاب وشعراء

خطأ إملائي/للشاعر عامر عواد الخفاجي

في صباحٍ غير مهمّ،
استيقظتُ
فوجدتُ جسدي
يتدلّى من حبل فكرة
نسيتُ أن أكتبها.

المكان؟
غرفة
ضاقتْ على نفسها
فانفجرتْ داخلي.

الوقت؟
لا يعني شيئًا،
الساعة مكسورة،
والأيام تمشي إلى الخلف
كجنودٍ سكارى
يبحثون عن حربٍ قديمة
ضاعتْ في الورق.

كلّ شيء يسير،
لكن لا أحد يعرف إلى أين.
القطار يمشي على نفسه،
والطريق يعضّ قدميه.

حين فتحتُ النافذة
دخل الغبار،
ومعهُ
ثلاثةُ أيامٍ سوداء
وشبح امرأة
نسيتُ اسمها،
لكنها
تضع عطركِ.

لم أعد أكتب الشعر،
أنا الآن أحصي عدد الثقوب
في جسدي،
وأبتسم
كلّما وجدتُ واحدًا جديدًا.

الشارع؟
صوتُ زجاجٍ مكسور يمشي،
وصوتُ جنديٍّ يبكي
لأن الرصاصة
تأخّرتْ عليه.

العدم؟
ليس موتًا،
بل هذا الشعور
أنك موجود
ولا أحد يعرف ذلك.

في إحدى الزوايا
جلستُ،
أنا
ومقعدٌ مكسور
وظلّ لم يعد يشبهني،
وتقاسمنا الصمت
بصعوبة.

الخراب لا يطرق الباب،
يدخل من التشققات،
من صوت المروحة
حين تصرخ
مثل أمٍّ تنتظر ابنها
من الحرب.

كل ليلة
أغسل وجهي بالحبر،
وأرسم
خريطةً لنفسي،
لكن الطريق
يؤدي دومًا
إلى حفرةٍ
كتبوا عليها:
“هنا بدأ كل شيء ينتهي.”

لا أريد شيئًا،
سوى أن أنام
تحت الجسر،
وأحلم مرةً واحدة
أن الخراب
كان مجرّد خطأٍ إملائي
في جملة قالتها الحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى