غير مصنف
شقوق الليل في كفّ الظلام /بقلم المبدعة/مايا باسل محمود سوريا

الليل؟
أي ليل هذا الذي يظن نفسه ملاذًا للأرواح الضائعة؟
إنه بحرٌ من صمتٍ غاضب،
ينزف من عروق السكون كل أسراره المحبوسة،
جرحٌ يُفتح في قلب الزمن قبل أن يولد الفجر.
صرخةٌ تختنق بين الجدران الخفية،
تتلاشى قبل أن ترى أي شعاع،
لا إشراق هنا، بل جنونٌ كونيّ يزحف بلا رحمة.
الظلام؟
أية ظلمات هذه؟
ليست ظلمة، بل جلدٌ مقطّع من الحنين،
يُخاط بخيوط الذكريات الممزقة،
يُحاك من أنفاسٍ لم تجرؤ يومًا أن تتحول إلى نجوم.
ليلة لا تُقاس بالساعات،
بل بكمية الفراغ الذي ينهش روحك،
حتى تصير صدرك متاهةً للهواء البارد،
وكل خطوةٍ تمشيها صدىً بلا ظل.
مع كل شقّ للظلام،
ينهار سورٌ لم تره عينيك يومًا،
يسحقك تحت أنقاض صمتٍ أبدي،
ويتفتت الضوء كرمادٍ يرفض أن يحترق،
وتتبدد الأجساد كأصدافٍ متكسّرة،
تتوهم الحياة، بينما هي مجرد خيوطٍ من صرخاتٍ مختبئة.
الكاتبة السورية: مايا باسل محمود