كتاب وشعراء

عند الغروب/ للشاعرة السورية القديرة سرية العثمان

#عند_الغروب

كل مساء، ومنذ أعوامٍ طويلة، كانت تمشي وحدها عند الغروب…
تترك زوجها الذي يحبها، لتسترجع ذكرى وداعٍ قديم، لحبيبٍ سافر يوماً للدراسة، وكان الغروب آخر ما جمعهما.
هو كان يحب الغروب، فأحبّت الغروب لأجله…

في هذا المساء، التقت به؛
جالساً على ذات المقعد الذي شهد وداعهما الأول، زوجته الأجنبية بجانبه، يهمس لها بلغتها، ظناً أن الأخرى لا تفهم.
قال ساخراَ:
(تخيّلي… هذه الشمطاء كانت تظن يوماً أنها سترتقي إلى مقامكِ!)

عيناها امتلأتا بشلال حبٍ قديم… لكنها لم تَرد.
مَشتْ دون التفاتة، تنزف روحها قبل دموعها، نحو مكتب زوجها..
قال لها الفراش:
(لا يأتي إلى هنا مساءً… منذ زمن.)

في تلك اللحظة، سقط قلبها في الوحل…
ندمت على رجلٍ أرغمته بخذلانها على الرحيل،
وهو الذي وحده…
كان يستحق الإقامة.

سرية العثمان ٢٠٢٥/٨/٢٨

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى