مَا غَابَ نَجْمُكَ يَا سُهَيْلُ بَلِ انْجَلَى ……… شعر // طاهر السعدي المريسي // اليمن

مَا غَابَ نَجْمُكَ يَا سُهَيْلُ بَلِ انْجَلَى
سَبَأٌ نَرَاكَ وَلَمْ تَزَلْ بِلَقَيْسِ تَبْقَى
مِدَادُ الطِّيبِ وَالْعَهْرِ افْتُرِي
حَاشَاكَ تَرْضَى إِنْ عَتَا التَّدْلِيسُ
تَاللَّهِ مَا زَاغَ الْفُؤَادُ وَمَا غَوَى
فَلَأَنْتَ أَنْتَ الْحُبُّ وَالتَّقْدِيسُ
تَزْهُو بِخُلُقِكَ النَّبِيلِ بِمَا حَوَى
عَدَنٌ وَلَحْجٌ وَالْحَشَا وَمُرَيْسُ
سَتَظَلُّ نَبْرَاسًا مُضِيئًا فِي الْوَرَى
نُورًا يَلُوحُ كَمَا تُضِيءُ شُمُوسُ
وَطَنِي الْحَبِيبُ أَنَا عَلَى الْعَهْدِ الَّذِي
مُنْذُ الْوِلَادَةِ صَانَهُ التَّكْرِيسُ
سَتَظَلُّ عِشْقِي فِي الْحَيَاةِ وَإِنْ أَمُتْ
أُوصِي عَلَى قَبْرِي تُقَامُ طُقُوسُ
هَذِهِ قَنَادِيلِي الَّتِي أَشْعَلْتُهَا
لِتُضِيءَ دَرْبًا خَانَهُ التَّأْسِيسُ
صَنْعَاءُ عَاصِمَةٌ تَمَادَتْ عَنْوَةً
وَكَأَنَّمَا يَلْهُو بِهَا إِبْلِيسُ
يَا دَمْتِ إِنِّي بِانْتِظَارِكِ صَابِرًا
يَا مَنْيَةً فِي الْقَلْبِ أَنْتِ عَرُوسُ
وَالضَّالِعُ الْغَرَّاءُ حِصْنٌ شَامِخٌ
بِرِجَالِهَا الْفُرْسَانِ كَيْفَ نَقِيسُ
وَأَنَا هُنَا بَيْنَ الْفَيَالِقِ وَاقِفٌ
أَسَدٌ وَشِعْرِي بِالْبَلَاغَةِ قَيْسُ
إِنَّ اللُّصُوصَ الْعَابِثِينَ بِمَوْطِنِي
قَدْ غَرَّهُمْ عَبَثًا بِهِ وَكُؤُوسُ
وَإِذَا رَأَوْا لَهْوًا تَمَادَوْا نَحْوَهُ
وَتِجَارَةٌ عُنْوَانُهَا التَّكْدِيسُ
لَمْ يَتْرُكُوا صَفْوَ الْحَيَاةِ وَرَغْدَهَا
حَتَّى صَحَوْنَا وَالْبِلَادُ رَفِيسُ
هُمْ أَحْرَمُونَا خَيْرَهَا وَنَعِيمَهَا
مِنْهُمْ لَعِينٌ مُجْرِمٌ وَخَسِيسُ
صَارَتْ بِلَادُ الْعَرَبِ مِثْلَ خَرَابَةٍ
وَغَزَا الْعُقُولَ مُهَنْدٌ وَلَمِيسُ
الشَّامُ فَوْضَى وَالْعِرَاقُ جَرِيحَةٌ
وَالْمَسْجِدُ الْأَقْصَى هُنَاكَ حَبِيسُ
لُبْنَانُ لِيبْيَا أَرْضُ بَلْقِيسَ حَوَتْ
اسْمَ السَّعِيدَةِ وَالْجَمِيعُ تَعِيسُ
بقلم طاهر السعدي المريسي