ثقافه وفنون

إغفاءة

أراني
أكشط جدران بيت أمي
كي أعود..
إلى لون طفولتي
وتدان مغروسان بساعديّ
ينتصبان أمامي..
يلهوان كلعبة من خيال الظل
عكازان يحملان كرة من ثلج
تتزلج على ذاكرتي الدخانية
وبلدة عابسة..
تحتضن الجليد
أنصت إلى تراتيل كنيسة..
من غرفة واحدة
أقضم لقيمات اليأس..
بأيدي عجائز يلتحفن الصقيع
ولم يزهدن بعد نداوة المقاعد الخشبية
،مقعد مهترىء
بداخله يختبىء الجرو الرضيع
قبل أن يتبخر هو الآخر كضباب خريفي
حلقات من تبغ غوايتي
يتأرجح معها بندول رأسي
بدت كدوار رمادي
ينفثه..
الوغد سيىء الرائحة
لساعة واحدة..
اتخذتُ حيوات كثيرة
امرأة بلا رأس
أخرى بعينين واسعتين
صفعات تعلن الرفض
أوجاع شِباكٍ تلطمها الريح
مغزل مكسور لكهل ينتظر
زَبَد القهوة رديئة المذاق….
لكنها اليد التي تقلب هلاوسي
اقتلعتني؛ لأستيقظ من وهن
وقد صارت الجدران بلا لون !
هنا.. نسوة يبتسمن لقرع أجراسهن
ولم يفطنَّ إلى أخيلتي المبتورة
بينما التفتن بعناقيد مدلاة
إلى رداءتي..
حينما تحسستُ رهج الغبار
على كف يابسة
في مدينة يكسوها الظلام !
#إغفاءة
القاهرة في ١٣ من يناير ٢٠٢٤
#منال_رضوان
#أبواب_كثيرة_لعدن ٢٠٢٤

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى