السفير فوزي العشماوي يكتب :عملية القدس !
– ترمب يقدم بالأمس مقترحا لصفقة شاملة للوضع في غزة بضمانته وتدخله شخصيا، صفقة أساسها نزع سلاح المقاومة وتسليم كل الاسري مقابل وقف إطلاق النار والانسحاب والإفراج عن مسجونين فلسطينيبن في السجون الاسرائيلية
– إعلان نيويورك بشأن دولة فلسطين يكتسب زخما بإنضمام أعضاء جدد للمبادرة ولحق الفلسطينيين في دولتهم، وسط تصاعد غضب دولي عارم في كل أنحاء الدنيا ضد ممارسات الابادة والتجويع
– نيتنياهو مستدعي صباح اليوم لجلسة في محاكمته ..
– صباح اليوم يتوجه شابان من بلدة فلسطينية تابعة للسلطة الفلسطينية في غزة ويفتحان النار علي مدنيين إسرائيليين علي مشارف مستوطنة بالقرب من القدس فيوقعان ٧ قتلي وعدد من الجرحي
لن أخفي حيرتي وإضطرابي، المقاومة حق مشروع لاشك في ذلك، قلته وسأقوله دوما، فلايزايدن أحدا
والمستوطنون لاشك دخلاء علي هذه الارض الطيبة
والعدو لايحتاج لمبررات للعدوان …
كل ماسبق صحيح، ولكن بعض العمليات تثير الحيرة والشكوك، من جهة أنها لاتمثل تغييرا جوهريا في موازين الصراع، وفي ذات الوقت تمنح الكيان فرصا ذهبية لتخفيف الضغط وقلب الطاولة وإسترداد قدر من التعاطف ومصداقية سرديته البكائية المستكينة التي يدعي فيها تعرض المدنيين للإرهاب
هل هذان الشابان تصرفا منفردين أم أنهما تابعين لأي تنظيم ؟
ماهي ردود الفعل المحتملة والكارثية علي سكان الضفة والتي إنطلقت التهديدات بها مباشرة بعد الحادث علي لسان سموتريتش وبن جفير وزامير وغيرهم ؟
ماهو مصير مبادرة ترمب بشأن الصفقة الشاملة ؟
ماهو رد فعل الدول العربية وهل سيعزز الحادث من تردد دول الخليج في دعم أي صفقة إعادة بناء حيث سبق وصرحوا مرارا أنهم لن ينفقون مليارات علي مبان ومنشآت سيتم إعادة هدمها سريعا ؟
ماهي آثار العملية علي وضع نيتنياهو السياسي والقضائي ؟ هل ستمثل فشلا يستوجب الحساب أم تحديا يستلزم التضامن وإرجاء الحساب والمساءلة ؟
ماهو تأثير الحادث علي السلطة ؟
كيف ستستغل إسرائيل الحادث لإعادة ترميم صورتها المتداعية وشيطنة المقاومة ؟ …
كل هذه وغيرها أسئلة لاتوجد لها إجابات عندي ..
أكذب إذا لم أقل أنني موزع بين نوازع القلب وحسابات العقل !
