مصطفي الفيتوري يكتب :أحتفالات أثيوبيا و ورطة مصر

تستعد أثيوبيا لتدشين سد النهضة،غدا الثلاثاء 9 سبتمبر، بعد أكتمال المشروع ولهذا الإحتفال وجهت الدعوات الي عدد من زعماء الدول الأفريقية المطلة على النيل بمن فيها مصر والسودان,,,مفارقة ثقيلة!
فشلت الدبلوماسية المصرية والسودانية مجتمعتين في ثني أثيوبيا عن المشروع أو على الأقل التوافق معهما حول أمكانية التثليل من تأثيراته السلبيه عليهما وخاصة مصر وهي دولة المصب.
المشروع لا يمثل قفزة أقتصادية لأثيوبيا فقط خاصة في توفير الكهرباء بل أنه يمثل وحدة وطنية نتيجة ألتفاف كافة أعراق وطوائف أثيوبيا حول المشروع. رغم كل الإختلافات والخلافات والحروب حوّل رئيس الوزراء أبيي أحمد المشروع الي ناقلة وطنية يلتف حولها الشعب على محتلف مشاربه…السد صار نقطة توافق لمن لا يتوافقون غالبا!
زد على ذلك تكاد تنتهي أثيوبيا من ترتيباتها مع جيبوتي، بعد أنهيار أتفاقها مع أرض الصومال، ليكون لها موطئ قدم على البحر الأحمر بعد ان كانت بلا مؤاني بحرية لعقود. وهذا معناه عودة اثيوبيا كلاعب رئيسي في الغرب الأفريقي ومستقبلا في القارة كلها. فيما يتوارى الدور المصري الذي بناه السلف وأهمله الخلف تصعد أثيوبيا وجنوب أفريقيا ونيجيريا ومجموعةالساحل المتكونة من الدول الخمس الصغيرة. فيما يعد السودان المؤهل لما هو اضعاف وضعه الحالي يسير حثيثا الي التلاشي وربما التفتت أكثر مما هو مفتت اليوم.
ما جدوى الجامعة العربية ومثيلاتها اذا كان العطش يهدد اكبر أعضائها ومقرها الدائم؟