فيس وتويتر

السفير فوزي العشماوي يكتب :علاقات الخليج – أمريكا .. إلي أين ؟

بيان نيتنياهو الذي أعقب عملية الدوحة كان كاشفا : إسرائيل، وإسرائيل وحدها، خططت ونفذت العملية، وتجني ثمارها، وتتحمل مسئوليتها وعواقبها ..
معني ذلك ببساطة أن تل أبيب حينما تري أن ضرب أي هدف سيخدم مصالحها وأهدافها فإنها ستضربه حتي ولو أحرج ذلك حليفها وداعمها الأساسي ( وربما الوحيد حاليا ) وهو الولايات المتحدة
هذا التطور الخطير يهدم أحد أهم أركان العلاقة الاستراتيجية بين واشنطن وعواصم الخليج، وهو الثروة والولاء مقابل الحماية
معني هذا أننا أمام إحتمالات كلها معقدة :
– أن تلجأ دول الخليج لإسرائيل كراع وحام أساسي وليس فقط كبوابة لقلب وعقل واشنطن، وهذا بديل تكتنفه عقبات معنوية وأيديولوجية كؤود، فإسرائيل لاتعتبر أي نظام عربي حليف بل مجرد أداة مرحلية
– أن تجد هذه الدول بديلا إستراتيجيا مثل الصين أو روسيا، ولكن البلدين لايرغبان أو لايقدران ( حتي الآن علي الاقل )
– أن تستمر هذه الدول في الاعتماد علي واشنطن مع تغييرات جوهرية في قواعد العلاقة ..
– أن تحاول أن تخطو في إتحاه الإعتماد علي الذات في إطار منظومة أمن قومي عربي يكون ركيزتها تعاون مصري – سعودي بدعم حقيقي ومخلص من الخليج وبقية الدول العربية، ولكن هذا البديل ” المثالي ” مازال فكرة جنينية يلزمها الكثير من الجهد والرجال والكوارث
أيا كان السيناريو فإن شرخا جوهريا في العلاقة قد حدث، وسيكون مستقبلها مختلفا عن ماضيها وحاضرها ( نسبيا بالطبع وبالتدريج فجذور العلاقة اعمق وأقوي من أن تتغير بسرعة وبصورة كبيرة )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى