رأسي ممتلئٌ …..بقلم سما أحمد

رأسي ممتلئٌ بالأحاديث الجانبية.
أحبُّ وأكرهُ
وأتشاجر هناك…
أكيلُ السبابَ لمديري المتعجرف،
أفكّر في أن أبصقَ بوجهه،
لكنّ الفواتير تُكبّلني.
أكتبُ رسائلَ إعجابٍ لزميلي
الذي لم أحدثه منذ إحدى عشرة سنة.
أحكي لابنتي عن جارٍ
تحرّش بي وأنا في التاسعة.
أتسامرُ مع صديقتي المتوفّاة،
أسألها عن سرِّ قهوتها
وصينيةِ الجلاش باللحم خاصتها.
ألعنُ الغريبَ الذي غمز في إشارة المرور،
وأحتقرُ ذاك الذي عضّ شفتيه حين مررتُ بجانبه.
أعتذرُ لأختي:
لم أزرْها الجمعة الماضية،
كنتُ مشغولةً،
والصداع لا يفارق رأسي.
أؤكدُ لابني أن حزنه يفتك بي،
وأني ما زلتُ أجمعُ المال
ليهرب من وطن لا يسع أحلامه..
أقبّلُ يدَ أبي أحيانًا،
وأمسحُ على شعرِ أمي.
أتحدثُ أيضا إلى نفسي:
عنقي يؤلمني،
عليّ أن أكون ألطفَ مع الرجال
ما دام هذا الساقطُ لا يهتمُّ لأمري.
وفي الزوايا،
أهمسُ للرجلِ الذي تركني قبل عامين:
كم أشتاق إلى عناقك،
وأنّاتي سجينةٌ في انتظار صدرك…
ثمة أحاديث جانبية تملأ رأسي،
فهل هذا يفسر صمتي؟؟