
وهَلْ فِي الدُّنيا مِثْلُ ذاكَ المُتيَّمِ؟
يَعْرِفُ للدَّحنُونِ قَدْرَه فَلْيُكْرِمِ
أَهْدَيْتُهَا قَلبِي فَأَزْهَرَ رَوْضُهُ،
وتَفَتَّحَتْ في حُضْنِهِ كالأَُقْحُوانِ
إِنْ غَابَ كُلُّ النَّاسِ ظَلَّتْ قُرْبَهُ،
تَسْقِي فُؤَادًا بِالْهَوَى لَمْ يُظْلَمِ
تأتي كَضَوْءٍ فِي الدُّجَى يَتَسَامَى،
فَيَسِيلُ مِنْ جَفْنِ السَّماءِ على دَمِي
ما عادَ يَعْرِفُنِي الزَّمانُ بِغَيْرِها،
هِيَ مُهْجَتِي، سِرُّ الخُلُودِ المُلْهِمِ
إِنْ سِرْتُ كُنْتُ على خُطَاها عاشِقًا،
أو غِبْتُ كانَتْ فِي الْفُؤادِ تُكَلِّمِي
تُصْغِي نُجُومُ اللَّيلِ لَحْنَ حَدِيثِها،
فَتَذُوبُ فِي سِحْرِ الْكَلامِ كالْأَنْجُمِ
يا زَهْرَةً نُسِجَتْ بِخَيْطِ صَبابةٍ،
تَتَسامَقُ الْأَرواحُ فيها كالنَّسَمِ
النُّـورُ، إِنْ ذُكِرَ الْجَمَالُ فَإِنَّنِي،
أَرْوِيهِ في شِعْرِي بِعِطْرِ مُكَرَّمِ
تَبْقِينَ أَنْتِ، وإِنْ تَغَيَّرَ عَالَمٌ،
نُورًا على وَجْهِ الْحياةِ الْأَكْرَمِ