عُريّ الغَدْرِ/للمبدعة السورية الدكتورة مرشدة جاويش

#الغدرُ ليس غياباً للوفاء
بل صمتٌ يتكوّر في أعماق الصدر يترك للنفس ظلاً جديداً لا يُعرف من أين يبدأ ولا إلى أين #ينتهي
#عُرْيُ #الغَدْرِ
فِي زَاوِيَةٍ نَسِيهَا الضَّوءُ
تَتكوَّرُ الْخيانةُ كأُنْثى تُسْندُ ظِلَّهَا عَلَى كتِفِ الْغَدْرِ
وَتَبْتَسم
كلُّ مَا بقيَ فِي حَلْقِي عَتبٌ يُشْبهُ الْغِناءَ
لكنَّهُ يَترُكُ فِي الْقَلْبِ غصَّة
لَا أَقُولُ لَك : لماذَا؟
بَلْ أَتَساءلُ : كَيْفَ مَررْتَ في دَمي هَادئاً وَكُنتَ تَحمِلُ كلَّ هذا السُّمِّ؟
الْغَدرُ لَا يأْتي منْ عَدُوٍّ
يَأْتِي مِنْ حافَّةِ صدْرٍ كُنتَ تَسكُنهُ!
هَلْ تَعْرفُ مَا يفْعلُهُ الْكِبرياءُ حينَ يتأَلَّمُ؟
يَكتبُ قَصيدةً وَيترُكُهَا تَحت وسادةِ مَنْ خَانهُ
وَيَرْحل
فِي كلِّ نَظرةٍ شفْرَة ساكنَةٌ
لكنَّ أَثَرَها لَا يهْدأُ
وَوراء كلِّ خدرٍ نَفْسٌ تَغتَسلُ مِنْ دَمعةِ الْغَدْرِ
تُطلِقُ سُكونَها كَريحٍ تَجْرِي فَوْقَ رِمالِ الْوُجودِ
تَرسُمُ لِلظلْمةِ وَجْهاً جَديداً
بلا اسمٍ وَلا هَيئة
كلّ مَا تظُنُّ أَنَّهُ كان حُبّاً
كانَ سِرْبالاً تُجرِّبُ فِيه الْأُنُوثَةُ صَبرَهَا
وَتُهذِّبُ فِيْه النَّارُ غُرُورَهَا
أَنَا لَا أَسقُطُ
أَنَا أَنسَحِبُ كَغُصنٍ يَنحَني وَلَا ينْكَسِرُ
وعنْدَ كلِّ قَفلَةٍ كانَتْ تُشْبهُ نِهايةَ الرِّواية
كُنْتُ أَزْرعُ ظلّاً جَديداً
وَأَمْشي عَلَيه وَحدي
تَتشقَّقُ الذِّكرَى تَحتَ قَدَميَّ
كما يَنْفلِتُ الوقْتُ مِنْ إِصْبَعِ اللَّيلِ
وَفي أَثَرِي تتكَوَّرُ هويَّةٌ لَا تَعْرِفُ مَنْ خَانَهَا
#مرشدة #جاويش