كتاب وشعراء

في غرفتي الصغيرة…..بقلم سما أحمد

في غرفتي الصغيرة،
الستائر نصفُ مسدلة،
ضوءٌ أصفر خافت،
يكسر ظلام الليل الحالك.
كتابٌ بين يدي لم أفتحه بعد،
وهي تتمدد بجواري،
تسند رأسها أيضًا على وسادتي.
تسألني:
— لماذا نحب يا أمي؟
أجيبها: نحب بلا سبب،
وربما نحب لأسباب تافهة.
تسألني من جديد:
— ولماذا نكره؟
أقول: لأن الأسباب التافهة تحوّلت إلى خسارات فادحة.
— لماذا يكذب الناس؟
— لأنهم كاذبون.
— ولماذا نصدقهم إذن؟
— لأننا صادقون.
ثم تميل برأسها وتقول:
كلنا نملك قلبًا، فهل كلنا يعرف كيف يحب؟
أقول: كلنا نستطيع أن نمسك الريشة،
لكن القليل فقط يعرف كيف يرسم لوحة.
تسألني:
— متى نصل يا أمي؟
— عندما لا نلتفت.
— ومتى نتوقف عن الالتفات؟
— حين يكون الألم أعظم من الحنين
تعاود السؤال:
— هل علينا أن نتذكر دومًا الألم؟
أجيبها: بل علينا أن نتذكر من سببه لنا.
تصمت لحظة،
وأنا أحدّق في عينيها الواسعتين،
ثم أسمعها تقول:
— هل تحبّينني يا أمي؟
أضع الكتاب جانبًا، وأقترب منها،
أرفع رأسها بكفي وأقول:
هل حقًا لا تعرفين الإجابة؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى