كتاب وشعراء

للصمتِ متنُ الرخاوةِ….بقلم بثينة هرماسي

للصمتِ متنُ الرخاوةِ
وصلدُ الرخام.
في حنجرةِ الوقتِ
يعلقُ العابرون
على هشاشةِ خطاك،
وفي عشبِ الكلام…
متى ستبدأ وحدتك؟
في رحيقِ الرحيل؟
أم في غوايةِ الاستهلال؟
عندما يقشعرّ عمرُ الزهورِ عن الأقحوان،
وتنقشعُ عن حلمك غلالتُه،
وتنفذُ من شبق الأمنيات ذخيرتُك،
ويَنبتُ يباسُها في الذاكرة،
سَتمتدّ أغصانُها متشفيّة،
تطوّقك…
لتقشّر جلدَ غربتك
أو تعصرها كما البرتقال.
من كل صوب سينفذون لك،
لا تلتفت!
قد تصبح تمثالًا دون حراك.
واصل طريقك؛
إن التفتَّ،
سيجتاحك الشوقُ جرادًا.
لا تبحث،
ولا تتطلّع إليهم في مرآتك!
ستراهم هنا… هناك… وهنالك.
سيلوّحون لك من خلف الصدى،
وفي الطرقات،
من ثقب الذاكرة
ومن شقّ الباب.
ستعود ريحُ الحنين ماكرة،
لتشحذ أظافرها،
وتُخلّل خناجرها في جأشك،
لتقدّ قميصَ المجاز…
لا تقضمْ تفّاح غوايتها!
الزم محرابَ عزلتك،
ألمجْ ملحَ غربتك،
واحكمْ طقوسَ الفراق.
ابسم لغبار القواطر!
ابسم لطَيْف المغادر
وراء الزجاج.
أطلقْ خطاطيف الوداع،
أطلقْها على موكبِ غيم،
وردَّ عليك منفاك!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى