د.فيروزالولي تكتب :يا لصوص العالم… اتّحدوا!
مقال ساخر عن كشف الحسابات واسترجاع الأموال المنهوبة في اليمن

أخيراً، خطر على بالنا سؤال بسيط جداً، لكنه “قاتل” كالرصاصة:
أين راحت الفلوس؟
أموال شعب اليمن… تلك التي كانت بحرًا من النفط، وبحيرة من الغاز، وجبالًا من الذهب، تحولت – بقدرة قادر – إلى “شوال دقيق على الراتب” ونص صفيحة غاز في السوق السوداء.
وبينما نحن نبحث عن “الدبة الغاز” كأنها كنز فرعوني، كان القادة يكدّسون أموالنا في البنوك السويسرية والدوحة ودبي وكوالالمبور وحتى في حسابات بنكية في جزر لم نسمع بها إلا في برامج ناشيونال جيوغرافيك!
الحاكم بأمر الفيزا
هل سمعتم عن مسؤول “تعبان جداً” في رئاسة المجلس أو أحد أحزاب الحكومة المتعاقبة، بدأ حياته موظفًا بدرجة “مضغوط اجتماعيًا”، ثم فجأة صار يملك فللًا في إسطنبول، حسابًا بنكيًا في سويسرا، وشركة نفطية في ماليزيا؟
نعم، هذا هو “المواطن الفقير جداً”… الذي تبرع له الشعب بكل شيء، من الضرائب حتى عُمره.
حسابات بنكية: أسرار عائلية!
نطالب – كأي مجنون عاقل – بـ:
كشف الحسابات البنكية لكل من حكم اليمن من بداية شريط الفيديو إلى لحظة كتابة هذا المقال.
بما في ذلك زوجاتهم، أولادهم، أحفادهم، وخالتهم من الرضاعة… لأننا اكتشفنا أن الكنز لم يدفن في مقبرة الفراعنة، بل في حساب “المدام” بالبنك الأهلي القطري.
من أين لك هذا؟ ولا “تحاول تنكر”
نريد لجنة تحقيق مستقلة، شفافة، منبثقة من الشعب، ويفضّل أن يرأسها طفل يمني فقير لم يذق وجبة بروتين منذ 2015… لأنه الوحيد اللي ممكن يحسّ بالجرم!
المطلوب ببساطة:
كشف الحسابات.
استرجاع الأموال.
تقديم المتورطين للمحاكمة.
وإذا تطوّرت النية قليلاً… محاسبة حتى من سكت عن السرقة، لأنه شريك بالصمت!
الشعب يريد فلاش باك
نريد أن نشاهد المشهد من البداية:
متى بالضبط تحوّلت السلطة من خدمة إلى غنيمة؟
من أين بدأت فكرة أن “المنصب حظ، مش تكليف”؟
لماذا لا نملك كهرباء لكن عندنا 9000 موديل من الفساد؟
الكوميديا السوداء: مسلسلكم المفضل!
في اليمن، الحاكم يسرق، ثم يطلّ علينا في التلفزيون قائلاً:
“نمرّ بمرحلة حرجة، ونحتاج لتضحيات!”
ثم يُقنع الشعب أن سبب الفقر هو المواطن اللي يستهلك الكهرباء “ثلاث ساعات يوميًا”، وليس المسؤول اللي طيّح نصف الميزانية في حساب بنكه في لندن “بالخطأ”.
ختام ساخر جدًا (لكن موجع)
نعم، نريد استعادة الأموال المنهوبة.
لكن قبلها، نحتاج لاستعادة الكرامة المنهوبة، والوعي المغيّب، والتاريخ الذي سُرق منا بالتقسيط المريح.
فيا شعب اليمن العظيم…
قبل أن تسأل: “فين الراتب؟”
اسأل أولًا: “فين الفلوس اللي راحت قبل الراتب؟!”