فيس وتويتر

علي الحفناوي يكتب :لا شكر على واجب

أتعجب من فرحة البعض باعتراف عددٍ صغير من الدول، تحت ريادة فرنسا، بالدولة الفلسطينية، كما أتعجب من افتخار فرنسا بهذا الاعتراف. فهذا الاعتراف المتأخر جدًا لم يأتِ بجديد أو فائدة لحل القضية الفلسطينية.
في عام ١٩٨٨، اعترفت ٧٨ دولة بفلسطين بعد أن أعلن ياسر عرفات قيام دولة فلسطين. فمنذ تقسيم فلسطين إلى دولتين عام ١٩٤٧، وإعلان قيام دولة إسرائيل، لم يقبل العرب قرار التقسيم، ولم تعترف أغلبية دول العالم بالدولة الفلسطينية بعد انتزاع معظم أرضها، وتحولت القضية إلى قضية لاجئين يطالبون بحق العودة إلى أرضهم.
وقامت إسرائيل من جانبها باتباع سياسة استعمارية توسعية، تحت حماية المظلة الغربية، وبدعم عسكري واقتصادي وسياسي من الدول الغربية.
أما أن يدّعي المسيو ماكرون البطولة لاعترافه بفلسطين بعد النكبة الأولى والثانية والثالثة لشعب فلسطين، وبعد أن سبقته ١٤٤ دولة في هذا الاعتراف، فهذا قبحٌ أشد من الذنب.
إنك يا سيد ماكرون لن ترقى إلى مستوى نُبل الرئيس التاريخي لفرنسا، الجنرال شارل ديجول، الذي واجه إسرائيل بكل حزم، وفرض الحظر على تصدير السلاح إليها بعد حرب ١٩٦٧. وقد كان رؤساء فرنسا السابقون، من أمثال جي موليه، قد هرعوا سنة ١٩٥٦ إلى تزويد إسرائيل بطائرات الميراج وبمحطة ديمونة النووية التي أنتجت قنابل إسرائيل التي تهدد بها كل العالم العربي.
إنك يا سيد ماكرون أقرب إلى جي موليه، ولكنك بعيدٌ كل البعد عن شارل ديجول. فلا تفتخر، وقد تلطخت أيادي فرنسا بدماء شعب فلسطين تحت رئاستك، عندما دعمت إسرائيل بالسلاح الذي استُخدم ضد أطفال غزة، زاعمًا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. لذلك، نشك في صدق دعوتك للسلام.
إننا اليوم نرجو الرئيس ماكرون، ونتمنى له ولبلاده أن تستعيد فرنسا كبرياءها الذي عرفناه مع ديجول وشيراك، عند وقوفهم مع الحق ضد العنف الدموي للدولة الصهيونية. أما اعتراف فرنسا بفلسطين، فلا شكر على واجب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى