إلى امرأة مّا…بقلم حيدر البرهان

في حُبْيبة الأمان.. وحيرة القلب
أيتها المرأةُ التي تبحثين عن مرفأٍ للروح في بحرٍ هائج..
إنّ الأمانَ بحرٌ هادئٌ تسبح فيه كلُّ القلوب الحائرة،
لكنّ أعماقَه تخبئُ وحوشاً تتربصُ بالسابحات.
فكم من قلبٍ غرقَ في لُجَّةِ طمأنينةٍ وهمية،
ظنَّها جزيرةً خلّابة فإذا بها حطامُ سفينةٍ غارقة.
إنّ العبوديةَ الحقيقيةُ ليست في قيودِ الأيدي،
بل في سلاسلِ المشاعرِ التي تُربطُ بها الروحُ طواعية.
فامرأةُ الأمانِ تعشقُ سجنَ المشاعرِ الدافئ،
حتّى لو كان السجّانُ لصّاً يسرقُ أنفاسَها واحدةً تلو الأخرى.
في مدرسةِ الحياة، تتعلمُ المرأةُ أنَّ الاحترامَ بحرٌ،
والأمانَ جزيرةٌ..
ولكنْ كم من جزيرةٍ جميلةٍ
تقبع فوق بركان!
فلا تخلطي بين الرجلِ الذي يبني لكِ قصراً من أحلامه،
وبينَ من يحفرُ قبراً لأحلامكِ بين أحضانه.
يا من تبحثين عن الدفءِ في ليالي الشتاء القاسية،
احذري أن تبيعي شمسَ كبريائكِ لقبسَة نارٍ زائفة.
فنارُ المشاعرِ التي لا تُضيءُ طريقَكِ إلى الأمام،
ستحرقُ جذورَ كرامتكِ يوماً وتترككِ رماداً.
في فلسفةِ العشقِ الأعمى..
تتحولُ المرأةُ إلى شمعة،
تُضيءُ للآخرينَ طريقَهم بينما هي تذوبُ ببطء.
وفي واقعيةِ السحرِ الوجودي، قد نخلطُ بين الوهمِ والحقيقة،
فنظنُّ القيدَ حليةً، والاستغلالَ حباً،
والذلَّ أماناً.
لكنّ المرأةَ الحكيمةَ تعرفُ أنَّ الأمانَ ليس هبةً يُقدمها رجل،
بل هو مملكةٌ تبنيها بيدَيها من طينِ الكرامةِ وسقفِ الاستقلال.
فلا تبيعي عقلكِ ثمنَ دفءٍ عابرٍ، ولا ترهني روحكِ لقبضةِ يد.
فالحبُّ الحقيقيُّ لا يطلبُ منكِ أن تكوني أسيرةً في حصنِه،
بل يحررُكِ لتطيري.. ويثقُ بأنكِ ستعودينَ إليهِ حمامةَ سلام.
كوني بحرَ أمانكِ نفسكِ..
تنجلي كلُّ الحيرة.