رؤي ومقالات

د.فيروزالولي يكتب :سباق اللصوص: من ينهب أسرع؟ العليمي أم عيدروس؟

في وطن يتسابق فيه الشرفاء على الهروب والفاسدون على المناصب، يبرز أمامنا سؤال وجودي مهم جدًا لمستقبل الجمهورية (أقصد جمهورية التعيينات والهبّات): من أكثر إبداعًا في التعيينات العائلية ونهب الهبات؟
هل هو الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة “الدولي”، أم اللواء عيدروس الزُبيدي، القائد الأعلى لجمهورية “أمريكا الجنوبية – فرع المعلا”؟
خلونا نفتح السجل الذهبي ونحسب النقاط.
الجولة الأولى: تعيين الأقارب
العليمي:
سجّل هدفًا خرافيًا حين عيّن نسيبه، قريبه، جاره، وصاحب البقالة اللي عندهم، في مناصب عليا في السفارات والوزارات.
حتى “خال ابن خال الجيران” صار مستشار بدرجة سفير.
عيدروس:
رد بسرعة الصاع بصاعين، وفتح “دكان التعيينات الجنوبية”. كل من قال “دولة الجنوب” ثلاث مرات متتالية، دخل مع الباب مسؤولًا.
القايد عيدروس وزّع المناصب مثل توزيعة السمن في رمضان — للجميع، ما عدا للناس.
النتيجة: تعادل سلبي – الشعب صفر، الفساد 1×2.
الجولة الثانية: نهب الهبات والمنح الخليجية والدولية
العليمي:
استلم ملايين الدولارات من الأشقاء، فتبخرت كأنها “بنزين من شمهول”. لا أحد يعرف أين راحت. لكنها أكيد ما راحت على الكهرباء، ولا للنازحين، ولا لموظفي الدولة.
راح بعضها لـ”مؤتمرات دولية” لمناقشة أسباب الفقر، من فنادق الخمس نجوم.
عيدروس:
رغم أن الإمارات صبّت ملايين في حسابات الانتقالي، إلا أن الجنوب يعاني من الانقطاعات والغلاء و”الدولة المدنية” ما زالت في طور الحضانة.
لكن ميزانية اللوحات العسكرية والدبابير الطائرة (أقصد الطائرات بدون طيار) ماشية تمام.
النتيجة: فوز ساحق للفساد! لكن بين المتسابقَين… التعادل مستمر.
الجولة الثالثة: التسوّل السياسي
العليمي:
يجوب عواصم العالم حافي الخطاب، حاملًا ملف اليمن وقائمة طلبات كأننا في موسم الحج السياسي.
من نيويورك للرياض، ومن عدن إلى فنادق سويسرا، يصرخ: “نريد دعمًا لمكافحة الحوثي، نريد كهرباء، نريد كرامة…”، ثم يغلق الملف ويذهب للعشاء.
عيدروس:
يركّز على دعم دولة الجنوب، على أساس إن الجنوب دولة فعلاً، بينما المحاكم مغلقة، الشرطة تشتي راتب، والمواطن يشتي غاز.
يظهر أحيانًا بمؤتمرات كأنه “مندوب دولة الأمل المجهولة”، وكل خطاب ينتهي بـ: “أشكر الإمارات الشقيقة”.
النتيجة: تعادل دراماتيكي، مع أوسكار لأفضل ممثل دور تسوّل.
الجولة الرابعة: خيانة القضية
العليمي ينام على وسادة “الوحدة”، بينما يتفاوض بلغة “المناطقية”.
عيدروس يرفع علم الجنوب، ويتعامل بلغة الدولار الشمالي.
وكلاهما يكره الحوثي بالكلام… ويحبّ بقاءه بالفعل.
الشعب؟ باعوه بالتقسيط من سنين، ولسه عندهم أقساط باقية.
الخلاصة التحليلية:
في مسابقة الفساد الكبرى، لا يهم من يفوز، لأن الشعب هو الخاسر الوحيد، والفائز دائمًا هو “المستشار الجديد” الذي تم تعيينه صباح اليوم براتب أعلى من ميزانية محافظة.
العليمي وعيدروس مش خصمين، هم شركاء في حفلة النهب الوطنية. واحد يحلب باسم الشرعية، والثاني يعصر باسم القضية، وكلهم ماشيين بسياسة: “نقسم الكعكة… ونقول الحوثي سرقها.”
تنويه أخير:
أي تشابه بين ما جاء في هذا المقال وأي أحداث واقعية… فالمسؤول عنه هو الواقع نفسه، لأنه صار يهين الخيال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى