التسونامي الدبلوماسي المتصاعد ضد إسرائيل.. تداعيات العزلة وهجوم نتنياهو على الأوروبيين

تطرقت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إلى “التسونامي الدبلوماسي المتصاعد” الذي تواجهه إسرائيل، لافتة إلى تداعيات العزلة الدولية وهجوم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الأوروبيين.
وفي التفاصيل، هاجم بنيامين نتنياهو في خطابه أمس (الجمعة) أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، زعماء الدول الغربية الذين أعلنوا اعترافهم بالدولة الفلسطينية، وقال: “من المدهش أنكم، بينما نحن نحارب الإرهابيين الذين قتلوا العديد من مواطنيكم، تحاربوننا. أنتم تدينوننا. تفرضون علينا الحظر وتديرون حربا سياسية وقانونية”، على حد وصفه، وبصرف النظر عن ذلك، لم يتم ذكر العزلة الدبلوماسية كثيرا، ولكن التطورات الأخيرة في الساحات المهمة قد تزيدها أكثر.
وقال نتنياهو في الأمم المتحدة: “أقول لممثلي هذه الأمم.. هذه ليست لائحة اتهام ضد إسرائيل. إنها لائحة اتهام ضدكم، ضد قادة يرتضون الشر. متى ستتعلمون؟ لقد حولتم الخير إلى شر. والشر إلى خير. الرسالة التي أرسلها القادة الذين اعترفوا بالدولة الفلسطينية هذا الأسبوع هي أن قتل اليهود يؤتي ثماره. رسالتي إليهم هي أن إسرائيل لن تسمح لكم بدفع دولة إرهابية في حلوقنا. لن نرتكب انتحارا وطنيا لأنكم لا تمتلكون الشجاعة لمواجهة إعلام معاد وحشد معاد للسامية يطالب بدم إسرائيل”، وفق زعمه.
في حين أعربت مصادر دبلوماسية عن دهشتها من الانتقادات التي وجهها نتنياهو للدول الأوروبية. ووفقا لهم، للحظة ظن رئيس الوزراء أنه رئيس للولايات المتحدة، علما أن ما يُسمح به لرئيس الولايات المتحدة، ليس بالضرورة مسموحا به لرئيس وزراء إسرائيل.
وقالت المصادر إن توجيه الانتقادات لقادة أوروبا من منبر الأمم المتحدة ليس هو السبيل للتأثير على السياسة، بل هو السبيل لزيادة عمق الهاوية، حسب ما ذكرت “يديعوت أحرونوت”.
ورأت الصحيفة أن “هذه الهاوية قد تصبح أعمق قريبا”، مشيرة إلى أنه في الساعات الـ 24 الماضية، اتضح أن احتمال إقصاء إسرائيل من مسابقة “يوروفيجن” قد زاد بشكل كبير، وهي من أهم المسابقات الثقافية تأثيرا، والتي شاركت فيها إسرائيل بانتظام منذ عام 1972 (باستثناء المشاركة عندما كانت تقام في يوم الذكرى).
وسيتم التصويت على ذلك في اتحاد البث الأوروبي في نوفمبر، وإذا كان التقدير في إسرائيل حتى الآن هو أن هناك حاجة إلى أغلبية 75% للإقصاء، فقد أوضح اتحاد البث الأوروبي أول أمس ردا على استفسار من موقع “ynet” أن هناك حاجة إلى أغلبية عادية فقط لكي تبقى إسرائيل خارج المسابقة في عام 2026.
كما تدهور الوضع بسرعة في مجال الرياضة، وتحديدا في أكثر الرياضات شعبية، كرة القدم. إذ أفادت صحيفة “التايمز” البريطانية أول أمس، بأن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) سيعقد اجتماعا مصيريا الأسبوع المقبل، سيتم فيه اتخاذ قرار بشأن إقصاء إسرائيل من البطولات الأوروبية. ووفقا للتقرير، هناك أغلبية كبيرة لصالح الإقصاء، وإذا حدث ذلك بالفعل، فهذا يعني أن المنتخب الإسرائيلي سيُقصى عن مواصلة حملة تصفيات كأس العالم.
وفي الولايات المتحدة، التي ستستضيف كأس العالم، سارعوا إلى القول إن إقصاء إسرائيل من كأس العالم هو “خط أحمر”، وأشاروا إلى أنهم يعملون مباشرة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) لإحباط ذلك.
ومن المتوقع أن تساعد العلاقات الجيدة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الفيفا جياني إنفانتينو في هذا الأمر، ولكن الإقصاء من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم سيمنع أي إمكانية للتأهل لكأس العالم المقبل، وسيؤدي أيضا إلى إقصاء فرق كرة القدم الإسرائيلية من البطولات الأوروبية.
بالإضافة إلى ذلك، قد تكون هناك سلسلة من ردود الفعل، وقد تتبع رياضات أخرى كرة القدم وتُقصي إسرائيل من المشاركة، وهو ما لم يحدث بعد، باستثناء مقاطعات معينة واحتجاجات، أكثر أو أقل صخبا.
وكان هناك احتجاج صاخب بشكل خاص في سباق الدراجات “فويليتا” في إسبانيا، ضد مشاركة فريق ركوب الدراجات “إسرائيل بريمير تك”، الذي يحمل اسم الدولة على الرغم من كونه فريقا خاصا. وتعهد المالك سيلفان آدامز، وهو إسرائيلي-كندي، في بداية الشهر بأنه “لن ننافس أبدا بدون اسم إسرائيل”، ولكن في أعقاب المظاهرات الحاشدة – التي أدت، من بين أمور أخرى، إلى إنهاء مبكر لأجزاء من السباق وإصابة متسابقين – تمت إزالة اسم الدولة من الزي الرسمي للسباق في إسبانيا، والآن يطالب الرعاة بتغيير الاسم وإزالة العلم.
وأعلنت شركة الدراجات “فاكتور”، التي ترعى فريق ركوب الدراجات الإسرائيلي، رسميا أنها لن تستمر في دعم الفريق بدون إزالة الهوية الإسرائيلية. وبعد 24 ساعة، انضمت إليها أيضا شركة “بريمير تك” الكندية، الراعي الرئيسي. وأوضحتا: “نتوقع أن ينتقل الفريق إلى اسم جديد لا يتضمن مصطلح إسرائيل”. وإذا حدث ذلك، فإن العلم الإسرائيلي والاسم البارز، اللذين شوهدا بوضوح من قبل الملايين في جميع أنحاء العالم في كل سباق في السنوات الأخيرة، لن يظهرا بعد الآن.
ومن المرجح أن يؤدي الضم الإسرائيلي للضفة الغربية ردا على اعتراف فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا ودول أخرى بالدولة الفلسطينية إلى تسريع عمليات العزلة الدبلوماسية والمقاطعة الإسرائيلية.
من جهته، أوضح ترامب أنه لن يسمح لنتنياهو بمثل هذا الضم، ولكن حتى بدون ذلك، يبدو أن قطار العزلة قد غادر المحطة منذ فترة طويلة. وفي الواقع، العزلة تتفاقم والاعتماد على الأمريكيين قد زاد، دون وجود قدرة عملية على الرد بقسوة على الإعلانات بشأن الدولة الفلسطينية.
المصدر: “يديعوت أحرونوت”