الهند تحذر من شلل الأمم المتحدة بسبب رفض الإصلاحات وتطالب بمجلس أمن أكثر تمثيلا

أكد وزير خارجية الهند سوبرامانيام جايشانكار أن الأمم المتحدة تمر بأزمة حادة ناجمة عن مقاومة الإصلاحات محذرا من أن استمرار الوضع الراهن يقوض دور المنظمة في مواجهة التحديات العالمية.
وقال جايشانكار في كلمة ألقاها خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: “أي تقرير موضوعي سيُظهر أن الأمم المتحدة في حالة أزمة عميقة. العالم مهدّد بالنزاعات، والتنمية تتراجع بسبب نقص الموارد، وحقوق الإنسان تنتهك بفعل الإرهاب”.
وأضاف: “إن السبب الأساسي لتراجع مصداقية منظمة الأمم المتحدة يكمن في مقاومة الإصلاحات. معظم الأعضاء يتطلّعون بشغف إلى التغيير، لكن آلية الإصلاح نفسها باتت عائقا”.

وأكد جايشانكار أن مجلس الأمن الدولي بحاجة إلى توسيع تركيبته وإعادة هيكلته ليصبح أكثر تمثيلا وعدالة، مشدّدا على أنّ الهند مستعدة لتحمّل مسؤوليات أكبر في هذا الإطار.

وتابع: “اجتمعنا هنا كدول ذات سيادة ومتساوية، وهذا ليس شكلا بروتوكوليا بل اعتراف بالتنوّع الأصيل لعالمنا. لدينا تاريخ وثقافات وتقاليد متباينة، ولتحقيق التعايش والتبادل الخلّاق بينها يجب ترسيخ التفاهم والاحترام المتبادل، ولن يتحقق ذلك إلا برفض التدخلات السياسية والضغوطات الاقتصادية، والتخلي عن الأحكام المسبقة وازدواجية المعايير، والتمسك بالتعددية الحقيقية”.

يشار إلى أن دولا عديدة تشدد على ضرورة إصلاح منظومة الأمم المتحدة لتعزيز قدرتها على مواجهة تحديات العصر. وفي هذا السياق، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قبل أيام أن روسيا تواصل دعمها لفكرة إصلاح مجلس الأمن الدولي، غير أنه أشار إلى أن تحقيق ذلك يستلزم توافقا شبه مستحيل حاليا في ظل التباين الجذري في مواقف الدول الأعضاء.

يُذكر أن الهند تنضوي، إلى جانب البرازيل وألمانيا واليابان، في إطار ما يُعرف بـ”مجموعة الأربعة” “G4″، وهي مجموعة دول تُقارن مستويات تطورها بالدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وتطالب بعضوية دائمة في المنظمة.

وخلال قمة “مجموعة الأربعة” الأخيرة، دعا وزراء خارجية هذه الدول إلى إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وأكدوا دعمهم المتبادل للحصول على مقاعد دائمة في المجلس.

المصدر: نوفوستي