روسيا ومصر توقعان مذكرة لإطلاق منصة بحثية مشتركة لمكافحة السرطان

وقع المركز الوطني للأبحاث الطبية والوقائية الروسي والهيئة العامة للرعاية الصحية في مصر مذكرة تفاهم لإطلاق منصة “النيل فولغا” البحثية المشتركة لمكافحة السرطان.
ووقع الدكتور أحمد السبكي رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، مذكرة التفاهم بحضور وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو والسفير المصري حمدي شعبان، خلال فعاليات الأسبوع العالمي للطاقة الذرية في موسكو.
وتطلق مذكرة التفاهم منصة “النيل فولجا” وهي أول مشروع بحثي مشترك يجمع خبراء البلدين لتبادل الخبرات الطبية ومتابعة المشروعات العلاجية، مع التركيز على لقاح “EnteroMix” المضاد للسرطان والطب النووي.
وشهد لقاء رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية في مصر، ووزير الصحة الروسي، الذي عقد على هامش الحدث الدولي الذي يحتفل بالذكرى الثمانين للصناعة النووية الروسية، نقاشات مكثفة حول نقل التكنولوجيا الروسية المتقدمة في علاج الأورام، تطوير التطبيب عن بُعد، وإنشاء مركز دولي للطب النووي في مصر ضمن المرحلة الثانية من التأمين الصحي الشامل.
وأكد السبكي أن “النيل فولجا” ستكون “منصة إقليمية للتميز”، تهدف إلى تعزيز تشخيص الأورام مبكرا وتوطين إنتاج النظائر المشعة وتدريب الكوادر المصرية على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في دعم القرار الطبي، وتطوير برامج التطبيب عن بُعد.
وأشار إلى أن المركز الجديد المزمع إنشاؤه في إحدى محافظات الوجه البحري، سيضم وحدات للتشخيص النووي، السيكلوترون والعلاج الإشعاعي والبحث العلمي، مما يعزز قدرات مصر في خدمة المرضى محليا وإقليمياً.
من جانبه، أشاد موراشكو بمصر كـ”شريك محوري في الشرق الأوسط وأفريقيا”، مؤكدا حرص روسيا على توسيع التعاون في الطب النووي، الصحة الرقمية، والبحوث الإكلينيكية، بما يتماشى مع أهداف الصحة العالمية 2030.
كما التقى السبكي بالنائب الأول لوزير التجارة والصناعة الروسي، فاسيلي شباك لبحث توطين الصناعات الطبية الروسية في المنطقة الصناعية بقناة السويس، بما يشمل تصنيع عيادات ذكية متنقلة بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع.
وأكد شباك أن “مصر تمتلك كوادر وموقعا استراتيجيا يجعلها بوابة لأفريقيا” بينما شدد السفير المصري في موسكو على أن الشراكة الصحية “أولوية استراتيجية” تعزز إرث التعاون المصري-الروسي.
وخلال جلسة حوارية بعنوان “توسيع حدود الإمكانيات”، استعرض السبكي رؤية مصر لتطوير الطب النووي عبر بناء البنية التحتية، تدريب الكوادر، والبحث العلمي، مشيرا إلى أن الشراكة مع روسيا ستدعم السياحة العلاجية وتقليل الوفيات المبكرة من الأورام.
كما تفقد جناح “روساتوم أوفرسيز” مع مديرها إيليا فيرجيزايف، لبحث الجدول الزمني للمركز النووي الجديد، الذي سيضع مصر على خريطة الابتكار الصحي العالمي. مع استمرار الحدث حتى 28 سبتمبر، يُتوقع أن تكون هذه الشراكة بداية ثورة طبية تعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للعلاج والابتكار.
ويعقد المنتدى الدولي للأسبوع العالمي للطاقة الذرية خلال الفترة من 25 إلى 28 سبتمبر، في مركز VDNH بموسكو، ويعد أكبر حدث مخصص للصناعات النووية والصناعات ذات الصلة، ويجمع قيادات الدول المختلفة للبرامج النووية وكبار الخبراء العالميين ورؤساء الشركات الكبرى، بمشاركة ممثلين من أكثر من 100 دولة، وبحضور ما يزيد على 10,000 زائر و18,000 مشارك في برنامج الشباب.
ويأتي انعقاد المنتدى تزامنا مع الاحتفال بالذكرى الثمانين لإنشاء الصناعة النووية الروسية، حيث يشمل برنامج الأعمال جلسات عامة وموائد مستديرة تحت شعار “كل شيء يبدأ بالذرة”، ويعرض مساهمة الصناعة النووية في تنمية الاقتصاد ودور التقنيات الحديثة في حياة الناس وضمان بيئة طبيعية مستدامة.