
تغلبني رغبةٌ في الكلام الكثير،
عن الأغاني، عن الكوبليهات التي تعمّدت قتلنا
عن سجال الألحان
التي تُغمر قلبك بذكرى حزينةٍ موجعة
كأنفلات أصابعِ حبيبين..أحدُهما غرق
والآخر يكتب القصائد، فيخرج المتن مبتلًا
رغبةٌ في الكلام عن فكرةٍ ربما طرأت في بال الإله:
ليخلق النساء، ليخلق النهد مثلاً
هذا المخلوق الخرافي
الذي فيه الإطعامُ والإغواءُ والسكن.
رغبةٌ في الكلام عن رائحة الصغار، عن رائحة الخبز، عن رائحة الأمهات،
أو عن تلك الرائحة التي توشي بأن عناقًا قد حدث.
رغبةٌ في الكلام عن الحب
عن الموت الوشيك
عن الخوف وهو يتربّص خلف الصدر
عن الحنين وهو يمدّ يده كل ليلة
ليطفئ مصابيح نومك.
رغبة في الكلام عنك
عن يديك البعيدتين
عن الندم لضياع قنص الكثير من المتع الوجيزة
عن صوتك الذي جآني في آخر اتصال منذ سنين
وما زال يكنس تعب العمر.