رؤي ومقالات

المرأة المحجبة بين ازدواجية المثقفين والحرية بقلم دعاء الصالح

المرأة المحجبة بين ازدواجية المثقفين والحرية في السنوات الأخيرة، صار من الملاحظ أن المرأة المحجبة في كثير من الدول العربية تُعامل وكأنها أقل قدرًا، لا من عامة الناس فحسب، بل من فئة تصف نفسها بالمثقفة. هؤلاء الذين يرفعون شعار الحرية والتنوير لا يترددون في النظر إلى المحجبة باعتبارها من الدرجة الثانية، وكأن خيارها الشخصي في اللباس دليل على نقص ثقافتها أو وعيها. هذه الازدواجية تثير الحيرة والقلق: كيف لمن يطالب بالحرية أن يكون أول من يقيدها حين تتعارض مع رؤيته الخاصة؟ وعلى العكس تمامًا، حين ننتقل إلى كندا مثلًا، نجد صورة مختلفة. هنا لا أحب أن أتشدق بالحرية المطلقة، فنحن نعلم جيدًا أن كل شيء مقيد بالقوانين والأنظمة، لكن في جانب احترام الفرد – إلى الآن – يتم التعامل معك على من أنت وليس على ما ترتدي. المرأة – سواء كانت محجبة أو سافرة، متدينة أو غير متدينة – تُعامل على أساس قيمتها الفردية وخياراتها الخاصة، وليس بمظهرها الخارجي. وهنا يكمن الفرق الجوهري: الحرية الحقيقية تُقاس بمدى قدرتنا على احترام اختلاف الآخر، لا بمدى قدرتنا على فرض ما نراه صوابًا. المفارقة المؤلمة أن بعض المثقفين العرب يتبنون خطاب “حقوق الإنسان” و”حرية المرأة”، لكنهم يسقطون في امتحان التطبيق حين تواجههم امرأة اختارت الحجاب عن قناعة. فجأة تصبح هذه الحرية التي يدافعون عنها حرية مشروطة، تُمنح فقط لمن يسير وفق رؤيتهم للحداثة. إن هذا التناقض يدفعنا للتساؤل: هل الحرية عندنا مجرد شعار يُرفع حين يخدم مصالح معينة؟ ولماذا نخشى الاعتراف بأن المرأة المحجبة قادرة على أن تكون مثقفة، واعية، ومنفتحة بقدر غيرها؟ الحجاب ليس عائقًا أمام الثقافة ولا حاجزًا أمام التقدم. هو خيار شخصي يجب أن يُحترم مثل أي خيار آخر. وإن لم نتعلم أن نحترم حق الإنسان في الاختلاف، فإننا سنبقى ندور في دائرة الشعارات الفارغة. الاعلامية : دعاء الصالحالمرأة المحجبة بين ازدواجية المثقفين والحرية في السنوات الأخيرة، صار من الملاحظ أن المرأة المحجبة في كثير من الدول العربية تُعامل وكأنها أقل قدرًا، لا من عامة الناس فحسب، بل من فئة تصف نفسها بالمثقفة. هؤلاء الذين يرفعون شعار الحرية والتنوير لا يترددون في النظر إلى المحجبة باعتبارها من الدرجة الثانية، وكأن خيارها الشخصي في اللباس دليل على نقص ثقافتها أو وعيها. هذه الازدواجية تثير الحيرة والقلق: كيف لمن يطالب بالحرية أن يكون أول من يقيدها حين تتعارض مع رؤيته الخاصة؟ وعلى العكس تمامًا، حين ننتقل إلى كندا مثلًا، نجد صورة مختلفة. هنا لا أحب أن أتشدق بالحرية المطلقة، فنحن نعلم جيدًا أن كل شيء مقيد بالقوانين والأنظمة، لكن في جانب احترام الفرد – إلى الآن – يتم التعامل معك على من أنت وليس على ما ترتدي. المرأة – سواء كانت محجبة أو سافرة، متدينة أو غير متدينة – تُعامل على أساس قيمتها الفردية وخياراتها الخاصة، وليس بمظهرها الخارجي. وهنا يكمن الفرق الجوهري: الحرية الحقيقية تُقاس بمدى قدرتنا على احترام اختلاف الآخر، لا بمدى قدرتنا على فرض ما نراه صوابًا. المفارقة المؤلمة أن بعض المثقفين العرب يتبنون خطاب “حقوق الإنسان” و”حرية المرأة”، لكنهم يسقطون في امتحان التطبيق حين تواجههم امرأة اختارت الحجاب عن قناعة. فجأة تصبح هذه الحرية التي يدافعون عنها حرية مشروطة، تُمنح فقط لمن يسير وفق رؤيتهم للحداثة. إن هذا التناقض يدفعنا للتساؤل: هل الحرية عندنا مجرد شعار يُرفع حين يخدم مصالح معينة؟ ولماذا نخشى الاعتراف بأن المرأة المحجبة قادرة على أن تكون مثقفة، واعية، ومنفتحة بقدر غيرها؟ الحجاب ليس عائقًا أمام الثقافة ولا حاجزًا أمام التقدم. هو خيار شخصي يجب أن يُحترم مثل أي خيار آخر. وإن لم نتعلم أن نحترم حق الإنسان في الاختلاف، فإننا سنبقى ندور في دائرة الشعارات الفارغة. الاعلامية : دعاء الصالح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى