فيس وتويتر

حافظ المراي يكتب :عودة الابن المحظوظ إلى واجهة المسرح السياسي

كوشنر "المستثمر الخاص" يصحب ويتكوف إلى مصر

وصل جارد كوشنر الى مصر لمباحثات حول تنفيذ خطة غزة، التي تحمل اسم الرئيس ترامب، بعبارة اخرى: والد ايفانكا زوجة جارد والتي ابتعدت فعليا في الفترة الثانية لرئاسة والدها عن السياسة!
لكن زوجها الذي اعلن في البداية انه لم يعد مبعوثا ولا مسئولا في الحكومة كانت عليه قيود قانونية في تعاملاته، قد اصبح في الفترة الثانية لحماه مجرد”مواطن ومستثمر خاص” وكان من حقه زيادة نشاطه مثلا في ادارة جانب من الاستثمارات السعودية بامريكا…
إذ به يعود حاليا الى الواجهة السياسية بدون منصب او التزام حكومي ليس فقط باجتماعاته مع توني بلير في البيت الابيض لصياغة خطتهما الاستعمارية ومباحثات نتنياهو مع المبعوث ويتكوف، ولكن الآن بالمشاركة الفعلية مع ويتكوف كمبعوث سياسي ضمن الوفد الرسمي الامريكي الى مصر!
هذا ينهي الحاجة الى دور الواجهة الذي كان بقوم به المقاول ستيف ويتكوف، ليرفع عن شريكه السابق ترامب وصهره حرج الخلط بين السياسة والتجارة. ويُرجّح ما تردد مؤخرا بأن ويتكوف ينوي الخروج من السياسة والحكومة كمتصب مبعوث رئاسي بنهاية هذا العام، ليس لأنه يواجه مشاكل قانونية في شبهة استغلال المنصب ولكن يبدو لأن مؤسسات الدولة الامريكية أصبحت مذعورة او مدجنة في الفترة الثانية لترامب بشكل لم يعد احد يهتم بمن يخلط التجارة بالسياسة.
بل حتى ستيف ويتكوف نفسه لم يخرج بعد كليا حسب القانون من التجارة ودوره في شركات الاستثمار رغم انه بدأ اتخاذ الخطوات القانونية ببيع ما قيمته 180 مليون دولار من نصيبه المباشر في شركة المقاولات، لكن الشركة يديرها عنه وعن العائلة ابنه الكسندر الذي دخل في استثمارات مع قطر وشركة مبادلات في شراء مثلا فندق بارك لين الشهير بنيويورك ومشروعات استثمارية بينما والده في منصب المبعوث للشرق الاوسط!
أما الابن الثاني زاك ويتكوف، فقد اسس شركة من بداية العام باسم وورلد ليبرتي مع ابنيّ ترامب: دونالد جونيور و إريك، للاستثمار في العملات المشفرة، وحققوا في أشهر بسيطة مئات الملايين من الدولارات، خصوصا بفضل الاستثمار بأموال اماراتية!
كان من آخر قرارات ترامب قبل ترك مقعد الرئاسة في فترته الأولى العفو الرئاسي عن تشارلز كوشنر والد صهره جارد، وإسقاط الأحكام الجنائية ضده بإعطاء الرشاوى كمقاول، مثلما كانت اول قرارات ترامب حين عاد رئيسا ثانية تعيين تشارلز والد جارد سفيرا لأمريكا الى فرنسا.
اما الابن كوشنر فقد استراح من قيود الحكومة كمسئول، وتركوه ينعم بزيادة استثمارات السعودية عن طريق شركته، بل وادخله مؤخرا صندوق الاستثمار العام السعودي PIF في صفقة بشراء شركة العاب الكترونية امريكية مسيطرة على السوق عالميا بقيمة 55 مليار دولار، ورغم ضآلة اسهم وقلة معرفة شركة كوشنر في هذا المجال الالكتروني لكن الصحافة الأمريكية ارجعت ادخاله الصفقة لإعطاء رسالة للهيئة الامريكية التي تعطي تصريح الدولة بالموافقة على مثل هذه الصفقات الكبيرة، بأن الرفض معناه اغضاب الرئيس وابنته وزوجها!
ورغم إثارة بعض الصحف الليبرالية الأمريكية هذه التساؤلات عن مدى تأثير خلط الاستثمارات العربية الخليجية مع استقلالية قرارات المسئولين في الحكومة الامريكية لكن المفارقة ان الصحف اليمينية والمتحيزة صهيونيا لم تهتم أو تشكك في وساطة ويتكوف وكوشنر، مهندس صفقة السلام الإبراهيمي، خصوصا ان جارد كان اول من وصف غزة بانها تصلح قطع أرض عقارية ممتازة على البحر، كما قال بعد عودته من مؤتمر في السعودية في أعقاب بدء المظاهرات الطلابية بالجامعات الأمريكية ضد ما تفعله إسرائيل بغزة، إنه كان يشعر بالأمان كيهودي وهو في السعودية بين مضيفيه عما يشعر به لو زار في نيويورك جامعة أمريكية يعادي طلابها إسرائيل بسبب غزة.
صفقة غزة هي خليط من بعض التجارة العربية والسياسة والوساطة الامريكية ولكن وفق قواعد و رضا الشريك الإسرائيلي، الذي يعتبر ويتكوف وكوشنر ابناء مخلصين للدولة العبرية، المسموح لها وحدها التفوق العسكري والمعلوماتي على جميع الشركاء الباحثين عن وسيط!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى