خطوتي…بقلم أكرم صالح الحسين

خطوتي…
حقاً غريبٌ أمرُ هذا الموتْ..
يأتي قاطعاً كلَّ الدروبْ ..
ليحطَّ رحلاً موحشاً
ويمدُّ إصبعَهُ الموشّى بالدموعْ..
زارعاً ورداً تندى فوقَ وجهِ الصبحِ
يملؤه الشحوبْ ..
يقطفُ الأرواحَ تحملُها تراتيلُ النشيدْ
يتركُ العبراتِ تجري كيفَ يبحثُ عن مزيدْ
ثابتٌ لا يلتفتْ
ويتابعُ السيرَ حثيثاً ،
ضاحكاً
مابالهُ تركَ القلوبَ
وحيدةً ، تنعي وجودَ الغائبين
تستذكرُ الأحلامَ ، والهمساتِ ، والكلماتِ ،
والصورَ التي قد عَلّقتْ أحلامَهُ
فوقَ الجدارْ ..
وغُصّةً في الروحِ تمضي
خلفَ ذاكَ الانتظارْ ..
هل يفتحُ المخطوفُ باباً
خلفَ أبوابِ الدمارْ
ام قد يعيدُ الذكرياتِ جوارَهُ
من بعدِ أن أخذَ الرحيلْ مغادراً
تركَ العيونَ شواهداً
والليلُ يعصفُ بالنهارْ ..
أيُّ انتظارٍ
لا لم يعدْ للسكةِ المهجورةِ صوتُ الصفيرْ
وفارقتْ بمرارة ذاكَ القطارَ
في قلبِ تلكَ الأرضِ
آلافٌ الجثثِ
قد أتعبتْها الريحْ
جاءتّ ها هنا
كي لا تضيعَ على الدروبِ بلا قرارْ ..
أيُّ انتظارٍ
لا لم يعد يجدي البكاءُ،
ولا الصراخ ولا النواحْ
فالروحُ قد صعدتْ
لتكملَ دربَها
ولتكملَ الرسماتِ عمراً
هاجرتْ سنواتهُ مبتورة
نحوَ القرارْ ..
ويقالُ أن العمرَ ميلادٌ عليلْ
واليومَ أرسمُ لوحتي
هي خطوتي،
بجرأة في كسرِ خطِّ المستحيلْ…