الصغيرة التي كُنتُهَا….بقلم هناء داوودي

الصغيرة التي كُنتُهَا
ها أَنتِ
على هامش السرير
تضمين دميتك كقبلة من زمن مهجور
وترمشين في جدار الصمت
كأنك تنتظرين همسة
تذيب الغبار المتراكم على نافذة الروح
خذلُوكِ
لكنك نسجت خلاصك
بأظافرك العارية
على جدار لا يلين
يحفظ سرك كأغنية نائمة
تحت جلد الزمن
تتسلل في أحلام لا تنتهي
تعالي
لا لنغلق الأبواب
بل لنهدم السور
ونخط على رماده
ضوءا جديدا
فما عاد يكفي أن نختبئ
خلف ظلال الصمت
الذين خذلونا…
كانوا مرايا مشروخة
وجوه تذوب في كوابيس الحلم
صرخة مخنوقة في فراغ عميق
الطفلة التي وقفت هناك
كانت تختبر:
هل نستحق أن نحب؟
حين أتيت متأخرة
أدارت وجهها عني
وقالت بهدوء يشق الضباب:
نَجوْتُ….مني.
وفي صمت اللحظة
تلاشت الكلمات رمادا
وانصهرت الأشباح في الهواء
وبقي ظل واحد
ظل الطفلة التي لم تمت
ظل يضيء في داخلي
ينبت من صمت أبدي
يعلن ولادة ما بعد الألم
حيث لا خوف
ولا خسارة
بل فقط… أنا.