كتاب وشعراء

حين تنطق روحي…. بقلم: مها السحمراني

لستُ كاملةً
فالكمالُ لله وحده
لكنني قابلةٌ للدهشة
للاحتمالِ… للحواسِّ السبع
لِما لا يُرى ولا يُلمَس
بل يُرتَجَفُ له من الداخل
أكرهُ الواقع
لا أحتملُ ضجيجَ الأيام
ولا أُطيقُ الروتين
أحلّقُ خارجَ مدارِ العادة
أتخفّفُ من ثِقلِ المنطق
وأسرقُ من الغيمِ خيطاً
أعلّقُ عليه خيالي
أبحثُ عمّا وراءَ الكواكبِ والنجوم
عن فكرةٍ لم تولَدْ بعد
عن ظلٍّ يهمسُ للاشيءِ في صدري
ثم أعودُ منهكةً
مصدّعةً من اصطدامٍ أبديٍّ
بواقعٍ لا يعترفُ بي
وفي داخلي
تسكنُ حاسّةٌ لا يراها أحد
لا تُدرَكُ بالبصر
ولا تُقاسُ كالنبض
إنّها شعوري حينَ يسبقُ الحدث
حينَ أرى الغيابَ واقفاً
قبلَ أن يرحلَ أحد
إنّها الحاسّةُ السابعة
تُصغي لصمتِ الأرواح
تفكُّ طلاسمَ الألم
وتستشعرُ الأشياءَ
قبلَ أن تُسمّى
وقشعريرةُ قلبي
حين تمرُّ بي الكلمةُ التي كُتبتْ لأجلي
ولم أعرفْ كاتبَها
هي الحاسّةُ التي تجعلني
أعرفُ من يحبُّني قبلَ أن يقول
ومن يرحلُ قبلَ أن يُلوّح
فهل هذا جنون
أم أنَّ الأرواحَ
تملكُ أبواباً لا تُرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى