مواسمُ النُّهوضِ إلى الضَّوْءِ ….بقلم خديجه بن عادل

كَذَّبْتُ النِّداءَ،
فَالضَّوْءَ لَمْ يَكُنْ وَعْدًا…
بَلْ صَدًى يُدَجِّنُني،
الهُدْهُدُ يَبْنِي عُشَّهُ
فِي تَجَاعِيدِ كَفِّي،
وَالرِّيحُ تُطَمْئِنِي:
لَيْسَتْ كُلُّ الزَّوَابِعِ خَائِنَةً.
وَالمَرَايَا
أَعَادَتْ لِي أُنْثَايَ
بِلَا خَوْفٍ،
بِلَا عَارٍ مِنْ ظِلٍّ فَقَدَ الجِهَاتِ.
كُنْتُ أَغْزِلُ الأَيَّامَ
بِإِبْرَةِ المَاءِ،
يَخْرُجُ لِي النُّورُ
مِنْ نَكْزَةِ نَايٍ،
أَوْ لَمْعَةِ نَدًى
عَلَى ثَوْبِ الجَدَّاتِ.
العَتَبَاتُ مُقَدَّسَةٌ،
لَا تُقَبَّلُ بِالرُّكُوعِ،
بَلْ تُؤْخَذُ بِوَثْبَةِ النِّيَّةِ.
شَجَرُ الجَنُوبِ نَادَى عَلَيَّ،
أَوْرَقَ فِي سِرِّي
أَسْمَاءٌ
مَا زَالَتْ تُنْطَقُ بِهمْسِ الرَّعْشَةِ.
فَكَّرْتُ أَنْ أَمْشِيَ إِلَى الفَجْرِ،
لَكِنَّ النُّهُوضَ كَانَ أَبْطَأَ
مِنَ الحُلْمِ،
وَأَصْدَقَ مِنَ الخَوْفِ.
الرَّغِيفُ الَّذِي خَبَزَتْهُ أُمِّي
مَا زَالَ يَعْرُجُ إِلَى السَّمَاءِ
كَآيَةٍ مِنْ دُعَاءٍ صَامِتٍ.
مَا مِنْ جَوَازٍ يُؤَهِّلُنِي لِلرُّؤْيَا،
أَنَا ابْنَةُ التُّرَابِ،
أَحْفُرُ بِأَظَافِرِي سُلَّمًا
إِلَى الكَوْنِ الدَّاخِلِ.
فِي العُرْيِ الأَخِيرِ
لَا يَبْقَى سِوَى الصَّدَى،
وَأَنَا…
تَعَلَّمْتُ أَنْ أُجْهِضَ اللَّيْلَ
بِوِلَادَةِ نَجْمَةٍ.
مَا نَسِيتُ العَاصِفَةَ،
لَكِنِّي غَفَرْتُ لَهَا،
لِأَنَّهَا لَمْ تَحْمِلْنِي…
بَلْ بَعَثَتْنِي.
فَوْقَ الطُّرُقَاتِ المُهْدَمَةِ
كُنْتُ أَزْرَعُ
وَجْهًا يُضِيءُ وَجْهِي،
وَصَوْتًا يَرْفَعُنِي مِنْ دَاخِلِي.
مَا بَيْنَ جُرْحَيْنِ
كَفٌّ لِلضَّوْءِ…
تُرَبِّتُ عَلَى الغَيْمِ:
كُونِي نَسْمَةً،
فَالخطْوَةُ القَادِمَةُ
سَتَكُونُ حُلْمًا… لَا مَنْفًى.