أنس دنقل يكتب :انا والحمار وهواك.. !!
لماتشوف برامج التليفزيون اوتتمشي في الشارع..تقابل او تسمع حمار بينهق..تسأل: مين ده؟! لو رد عليك وقالك : انا عمك الحمار ياولد !!
في هذه الحالة..احترمه.. قوم من مكانك..خده بالحضن..بوسو..قل له: مرحبا ياعمي ياكبيرنا ..والله يا عمي لك شوقة..واحشني ياسيدي..فينك وفين ايامك الحلوة؟!..اسأله عن كل حبايبنا الحلوين ..اللي حاضرين واللي ماتوا واللي غايبين !!
الجلوس مع الحمير الذكية..المتأكدة انها حمير ..متعة بكنوز الدنيا ومافيها..حمير حلوة..جميلة زيي وزيك..ع الاقل الحمار اللي يفهم انه حمار لايضر..
في هذا المجال اتذكر ذكاء وعبقرية حمارة جدي:
تتوقف ذاتيا عند بقال التموين لاحضار مستلزمات البيت !
عند زرعة جدي القريبة ليعاينها..عند باعة العسلية لاحضار حلوي المولد النبوي..
مجرد دكمة صغيرة في بطنها تواصل المسير..
عندما تقترب من باب منزلنا..تسرع الخطي وكأنها طفل اعادوه الي ابويه كما يصفها شاعرنا الكبير نزار قباني في قصيدته التي تغنت بها نجاة الصغيرة !!
السيرة أطول من العمر.. رحمك الله رحمة واسعة ياحمارة جدي العزيزة الغالية !!
قديما:
بذمتك..هل سمعت عن حمار ارتكب جناية اختلاس للمال العام المحمول فوق ظهره تبنا وقمحا وعسلا..
هل سجل مكالمة فاضحة لصاحبه وسربها..اخلاقه الحميرية الحميدة تمنعه !!
النقيصة الوحيدة للحمير قديما هو صوتها العالي المنفر..اذا نهقت سكت الجميع لهذا فرضت سيطرتها وهيبتها !!
مع محاولات الإنسان المستمرة لمنافسة الحمار في قوة صوته ورباطة جأشه: اخترع جهاز الميكروفون الذي تعادل قوته 20حمارا وصولا الي المعجزة الكبري اختراع جهاز الدي جي بالافراح والمأتم ودور العبادة.. تعادل قوته خمسة مليون جحش !!
بهذا استطاع الانسان الحمار فرض سيطرته على باقي القطيع البشري..تواري الحمار الحقيقي خجلا بعد احتلال الإنسان مكانة ومرتبة الحمار الرفيعة متسلحا بالميكرفون واشياء اخري لاتعلمونها الله يعلمها !!
ليتقدمنا اناسا حميريين اضحوا الملاك الحصريين للوطن.. المستحمرين الجدد..اصحاب حسب ونسب مستجد..مراكز عليا في كل المجالات.. تحتار في تصرفاتهم
بعضهم حصل علي الدكتوراه في الحمورية مع مرتبة الشرف ليصبح استاذا ورئيس قسم فوق رقاب العباد..يضربهم بحوافره..يرفسهم عامدا متعمدا مع سبق الاصرار والترصد..بعض الحمير مراكزهم اقل ولانقول اكبر.. فالجبن سيد الاخلاق !!
الطامة الكبرى: الحمار كلما علا شأنه ومنصبه يصبح في منتهى الخطورة.. يتخيل انه أوتي حكمة أنبياء بني إسرائيل.. كل الناس لا تفهم ما يفهمه..الله معه.. الطيبين معه..لا يتخيل ان الناس تكرهه وتكره اليوم الذي عرفته فيه.. تخيل : حمارا استلم رقاب البشر ..تحكم فيها.. يعتقد ان الله بعثه مخلصا بالتالي عليه القضاء على الأشرار..الشرير كل من يختلف معه في الرأي.. تخيل ان حمارا امسكوه مصائر بشر..يتخيل ان كل ما يفعله من بطش وتنكيل هو أمر الله. هنا تكون الكارثة َ!!
الحمار البشري اسوأ مخلوق علي الأرض.. الحمار الحقيقي اطيبها وانفعها..
الحمير البشرية :
حاذر ان تجالسهم ..تحاورهم..
اصعب شئ في الدنيا مصاحبة الانسان الحمار !!.. تجده علي اقل واسؤا الفروض يتخيل نفسه: ارسطو ..فيثاغورث ..اينشتاين..حموبيكا..حاملا اطنان من البلاهة والحقارة وعبودية الذات فوق كاهليه!!
الكارثة الاكبر:
عندما يصبح الانسان الحمار: ولي امرك.. مراتك ..رئيسك في العمل..جوز حضرتك ياهانم..
في هذه الحالة:يارب..اللهم اجعل الموت راحة لنا من كل حمار !!!!!
دمتم لي ودمت لكم حمارا طيبا مطيعا !!
