غير مصنفكتاب وشعراء
قصة قصيرة الحاضر الغائب بقلم عدنان يحيى الحلقي/ سوريا

الحاضر الغائب
************
بالترابِ الأحمر ملأْتُ جيوبي كلّها، ودخلْتُ صمتاً صافياً
لقد قررْتُ أن أتحوّلَ إلى نباتٍ شوكي يتعذرُ على أيّ كائنٍ أنْ يقربَهُ
وعلى أيّةِ آلةٍ كذلك..جذوري بدأَتْ تأخذُ طريقَها.
باتجاهِ مركزِ الكرةِ الأرضيةِ،وغصوني قررَتْ أنْ تتمدّدَ أفقياً.
حتى لا تكتشفَها العيونُ الحديديةُ.
يتناوبُ نصفي الأيمن على النوم مع مثيلِهِ الأيسر كلّ ست ساعات.
وقد اتفقا على ذلك بالإشارةِ وخزاً..
حتى الآن تسيرُ الأمورُ على مايرام.
قلبي تحوّلَ إلى فمٍ وأنفٍ وعينين.
والدماغُ..يوطدُ علاقاته مع الغيم، والسماء الثانية..
والعروق المائية في باطن الأرض..
وعقدَ اتفاقيةً مع الرياح..
وَ ما زال الحضور مستمراً في الغياب.
*******
*عدنان يحيى الحلقي