كتاب وشعراء

لكَ عينا قاتلٍ مُحترفٍ.. شعر: تامر أنور

_”لكَ عينا قاتلٍ مُحترفٍ”
أنا لم أختر شكلَ عينيَّ ولستُ مسؤولًا عمّا رأت!
هكذا تبدوان منذ أن قتلوني في المرَّةِ الأُولى..
وتعلّمتُ الحياةَ بعينينِ تُطلِقَان الرَصاصَ على التفاصيلِ الصغيرةِ
وتجيدَان الطعنَ في الظلامِ.

لكِ عينا فتاةٍ ويكفي.
لن أكون مُسْتَهْلَكًا وأُحدِّثُكِ عن الحُزنِ الذي يُطِلُّ منهما..
عن القتلةِ الذين مرُّوا بهما وخدشوا جدارِ الدموعِ،
عن الذين قُتِلُوا بنظرةٍ واحدةٍ منكِ!
جاءت على سبيلِ الخطأ
“رُبّما سأتحدثُ عن ابتسامتِكِ لاحقًا”

لِلْقَتْلِ مُتْعَةٌ لا يُدرِكُها إلّا من قتلَ نَفْسَهُ أولًا
وشاهدَ خروجَ روحِهِ في المرآةِ!
يُدرِكُها طفلٌ يحرقُ النملَ بأعوادِ الثقابِ
ويُغرِقُ القططَ في أحواضِ السمكِ،
يُدرِكُها شاعرٌ يُخفي مُلهِمَاتِهِ
في قبوِهِ السرّي..
ليتغذّى على الرائحةِ ويبتسمَ
كُلّما قالت فتاةٌ مثلُكِ:
“لكَ عينا قاتلٍ مُحترِفٍ.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى