فيس وتويتر

فراج إسماعيل يكتب :أشم رائحة خبيثة من بدايات حرب بين باكستان وأفغانستان

أشم رائحة خبيثة من بدايات حرب بين باكستان وأفغانستان. لا أربطها بزيارة وزير الخارجية الأفغاني للهند، غريم باكستان، وأرى تداخلات إقليمية وربما أول اختبار جدي للتحالف الباكستاني السعودي. وقد لعب المال السعودي الدور الأهم في القضاء على الحكم الشيوعي في أفغانستان، وإخراج السوفييت منها بالتعاون مع واشنطن.. وهو الخروج أو الهزيمة التي كانت العامل الأساسي في القضاء نهائيا على الاتحاد السوفييتي.
زرت المنطقة الحدودية التي تشهد المعارك الحالية، وهي ثاني أهم معبر حدودي بين الدولتين، انطلاقا من كويتا عاصمة اقليم بلوشستان في باكستان، وصولا إلى سيبن بولدك جنوب قندهار الأفغانية التي تتعرض لهجمات جوية باكستانية في الوقت الراهن.
رغم فقر كويتا الشديد قضيت فيها أسبوعا من أجمل أيام سفرياتي. كان أكثر ما يبهرني قعدات الدجاج المشوي منزوع الجلد، وظللت أتنقل إليها يوميا في المساء، بواسطة تكتوك من أمام الفندق المتواضع أو “اللوكانده” التي نزلت فيها.
كنت أرى باصات تنقل إلى مدينة زاهدان الإيرانية التي تبعد حوالي 777 كيلو مترا. وفكرت أن أذهب إليها لولا أنني تذكرت ما أخبرني به الراحل الكاتب الصحفي ياسر فرحات، نجل الشيخ الراحل أحمد فرحات إمام مسجد الحسين، فقد زار طهران واكتشف هناك أن اسمي مطلوب بسبب مقالات كتبتها في جريدة “المسلمون” السعودية عن “الجمهورية الإسلامية”.
نحن إذن في منطقة فقيرة متشابكة إقليميا، من الخطر أن تتحول إلى ساحة حرب. أخطر على باكستان من أفغانستان برغم التفوق العسكري وعنصر القوات الجوية الذي لا يتوفر للأفغان، لكنه يتوفر بالطبع للهند.
الخطر يأتي من طالبان في باكستان، وهي جماعة مسلحة من البشتون يفترض أنها ابنة لطالبان التي تحكم أفغانستان، وتتكون من 13 جماعة مسلحة، تعتمد على المناطق القبلية على طول الحدود الأفغانية الباكستانية، وتستمد منها مجنديها ، وتسعى إلى الإطاحة بالجيش الباكستاني والحكومة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى