كتاب وشعراء

فِي وَصْفِ حُسْنِكَ تَعْجَزُ الكَلِمَات…..بقلم حمدي الطحان

فِي وَصْفِ حُسْنِكَ تَعْجَزُ الكَلِمَاتُ
و تَهَابُ نَعْتَ سِمَاتِكَ الخَطَرَاتُ
يَا مَنْ عَلَوْتَ العَالَمِينَ جَمِيعَهُمْ
و تَوَضَّأْتْ مِنْ ذِكْرِكَ الصَّلَوَاتُ
فِي الجُودِ قَدْ فُقْتَ البِحَارَ بِأَسْرِهَا
و هَفَتْ لِرَحْمَةِ قَلْبِكَ الرَّحَمَاتُ
و شَجَاعَةُ الآسَادِ غَابَتْ عِنْدَمَا
ذَكَرَتْ شَجَاعَةَ قَلْبِكَ الفَلَوَاتُ
وإِذَا المُرُوءَةُ فِي المَجَالِسِ عُرِّفَتْ
كُنْتَ المُرُوءَةَ ، مَا بِهَا هَفَوَاتُ
قَالُوا الأَمِينُ الصَّادِقُ البَرُّ الَّذِي
يُرْجَىٰ إِذَا مَا اشْتَدَّتِ الأَزَمَاتُ
وعُرِفْتَ بِالمَعْصُومِ دَوْمًا عَنْ هَوَىٰ
والأَرْضُ قَدْ عَبَثَتْ بِهَا الشَّطَحَاتُ
و عَنِ الغِوَايَةِ قَدْ نَأَيْتَ مِنَ الصِّبَا
و القَوْمُ قَدْ أَسَرَتْهُمُ الشَّهَوَاتُ
و ظَلَلْتَ فِي غَارٍ بَعِيدٍ مُفْرَدًا
مُتَأَمِّلًا ، تَرْقَىٰ بِكَ النَّظَرَاتُ
تَدْعُو إِلَهَ العَالَمِينَ بِلَهْفَةٍ
كَيْمَا تَغِيبَ عَنِ الدُّنَىٰ الظُّلُمَاتُ
و بُعِثْتَ أَعْظَمَ مُنْذِرٍ و مُبَشِّرٍ
فِي عَالَمٍ مَاجَتْ بِهِ الكُرُبَاتُ
فَاشْتَدَّ شَرُّ الكَافِرِينَ و غَدْرُهُمْ
و تَلَاحَقَتْ مِنْ حَوْلِكَ الصَّدَمَاتُ
فَتَكُوا بِمَنْ تَبعُوا هُدَاكَ وأَوْقَدُوا
نَارًا بَكَتْ مِنْ لَفْحِهَا الصَّخرَاتُ
آذَوْكَ فِي أَهْلٍ و نَفْسٍ عَلَّهُمْ
أَنْ يُسْكِتُوكَ و تُخْرَسَ الكَلِمَاتُ
لَمْ يَتْرُكُوا حَبْلًا لِقُرْبَىٰ وَاصِلًا
وطَغَىٰ الفُجُورُ و مُزِّقَتْ حُرُمَاتُ
و بَكَيْتَ مِنْ فَقْدٍ لِعَمٍّ نَاصِرٍ
و لِزَوْجَةٍ فَاضَتْ لَهَا العَبَرَاتُ
فَأَتَاكَ جِبْرِيلُ الأَمِينُ مُصَاحِبًا
فِي رِحْلَةٍ مَا مِثْلُهَا رَحَلَاتُ
مِنْ مَسْجِدِ اللهِ الحَرَامِ و سَاحِهِ
لِلمَسْجِدِ الأَقْصَىٰ مَضَتْ نَفَحَاتُ
فَوْقَ البُرَاقِ كَبَارِقٍ قَدْ أَقْبَلَتْ
مَيْمُونَةَ الإِسْرَاءِ ذِي الخُطُوَاتُ
و أَمَمْتَ كُلَّ المُرْسَلِينَ مُصَلِّيًا
فَتَبَارَكَتْ مِنْ نُورِكَ السَّجَدَاتُ
وعَلَوْتَ فِي المِعْرَاجِ حَتَّىٰ المُنْتَهَىٰ
و يَفِيضُ نُورُ اللهِ و البَرَكَاتُ
و تَرَىٰ هُنَالِكَ مَا لِغَيْرِكَ لَا يُرَىٰ
يَا سَيِّدًا تَعْلُو بِهِ الدَّرَجَاتُ
يَا سَيِّدًا خَشِعَتْ لَهُ السَّبْعُ الطِّبَاقُ
و زُيِّنَتْ مِنْ أَجْلِهِ الجَنَبَاتُ
و اشْتَاقَتِ الجَنَّاتُ وَقْعَ دُنُوِّهِ
و تَحَرَّقَتْ لِطُيُوبِهِ النَّسَمَاتُ
يَا أَيُّهَا المُخْتَارُ ، إِنِّي عَاجِزٌ
فِي سَاحَةٍ خَارَتْ بِهَا الكَلِمَاتُ
حِينَ انْحَنَيْتُ أَصُوغُ فِيكَ قَصِيدَتِي
رَجَفَتْ حُرُوفُ الشِّعْرِ و النَّبَضَاتُ
لَمْ تَسْتَقِمْ فِي ذَا الجَلَالِ فَصَاحَةٌ
و تَمَلَّكَتْ أنْشُودَتِي العَثَرَاتُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى