لهفة تحترق…..بقلم نبيهه علايه

إمرأة مثلي تشتهي التفاصيل ، وتلتهمها بلهفة تحترق ،
عادة ما تستوقفها ملامح قد مسحها الزمن بترف ، ملغّمة بالحفر العتيقة و يستفزّ ظفر إصبعها الأصغر من قدمها الأيمن رائحة الطين البدائيّة الملطّخة بريح سافرة ذات جرح عاقر ، لا يمكن أن ينكح بتلة عارية الخصوبة .
إمرأة مثلي من فرط الشهوة …تجمّلت بمعول الأمومة ،
حيث اختزلت كلّ المنافي في رحم اللّغة ، حتّى تصدّر تلك ”الملحمة الحيوانيّة ”في بدلة أنيقة ، تتمثّل في ”دهشة وجوديّة ” و تلمّعها بتزهّد في سياق الغريزة المبتذلة …فتطلق عليها ”رجولة” أو تنساق إلى إيقاع مثقل بالأنوثة، كتصعيد لانفعالات الأبجديّة ، فتصقلها بسوط ذلك الحرف المسكون بالنّصب ”كَ” ؛ فكيف لا يتكاثر الله في موجة عاتية لا تحتمل المدّ و الجزر …تغري بالغرق ، في كوامن موغلة في التكتّل … نسلا من الصلوات ، نلصق فيه أيّة صفة قد تسقط الجاذبيّة المتطرّفة في معبد معجمي …فنلثمه ب”العشق” كنقطة تدور حولها تلك التفاصيل ،و نربطها ربطا محكما يُسيل افرازات ،قد تتحوّل إلى تراب خاتر كالماء ، لمجرّد سلبها كلّ قلادات اللغة المشبعة في الجوع .
إمرأة مثلي من فرط الشهوة …تدور و تحلّق ،تقول كلّ شيء
و لا تقول شيئا …فقط تطوّع كل الفراغات …و لا تلتهم سوى لهفة تحترق بها .