قيود الغربة … بقلم خالد أحمد

آهـ يا بلادي ! .. عدتُ إليكِ بكل أشواقي وحنيني ..
لكن أرى نسمات هواكِ العليل تحملُ لي بين طياته
ريحاً شريرة ما زالت تنفخ في شراع الغربة
التي عشتُ فيها لتخنقني ..
رغم اشتياقي لكِ وعودتي فها هي ما زالت
تعزف بناي الألم والوحدة لتجرحني ..
فيا ساكن بكل جوارحي كنتُ أسافر فيك بلاد بعيدة وحدي ..
كنت وحيداً فيك لا أهل لي ولا وريث فيما بعد يذكرني ..
لا معارف ولا أصدقاءِ ولا أحباب من حولي ..
وحيد أنا تائه لا أجد لي ونيس .. فقد كان وها هو مع الكل يهجرني ..
يا هيامي يا أحلامي يا خيالي يا ملهمة الظلم بداخلي ..
ما زلتُ استنشق منكِ نفحات القيود حتى أني ازرف
من جديد قهراً عميق يأسرني بقيود الغربة ..
يا صفائي .. شمس نهارك تلسعني تكويني ..
أشعتها أسواط ترسم على جسدي خريطتكِ التاريخية
منذ زمنٍ أبدى وما لها من نهاية ..
فرجوتُكِ فلم أهون عليكِ .. فـ نسجتِ لي رداء الشوك ليحميني منكِ ..
لكن لا جدوى كان عقاب وها هو يحرقني ..
يا شاعرتي يامن دونت لها أشعاري وخواطري
هذا ليلك البارد ينفضني بـ ثلوجه
وقمرك الشاحب يـ أسروني فـ يُخيفُني ويُرعِبُني ..
حتى نجومك أصبحت غربان تنقرني لا تعرفُني ..
لا أعرف ماذا تريدين منى ؟ فقد عُدتُ ويا ليتني ما عدتُ ..
يا أمي يا نبع الحنان ليتكِ على قيد الحياة حتى تنقذيني ..
وفي أحضانك وبين يديك تأخذيني منها
فأنام نوماً عميقاً وبأحضانكِ تريحني ..
أشعر يا أمي وأنتِ بعيدة عني بخناجر تطعنني لكنها لا تميتني ..
هي فقط لتعذبني تطعنني في كل مكان بجسدي هي لا ترحمني ..
برغم أني مسالم وبرغم الاقتراب منكِ هي تبعدني ..
اشتقت لحضنك الدافئ يا أمي فـ أرجوكِ اجعليها
تترك شيء منى لترابك يجمعني ..
و سلي هذه الريح الشريرة يا أمي
الريح التي ما زلت تنفخ في شراع الغربة
هل من يوم فيه عليّ تُحِنِّ وتنساني وترحمني ؟..
بقلم خالد أحمد
الشهير بـ خالد العطار