محمد جمال عرفه يكتب :دلالات توراتية عدوانية.. لماذا غير نتنياهو اسم حرب غزة إلى “حرب القيامة والنهضة”؟

● منذ اليوم الأول لحرب غزة ونتنياهو وحكومته يستخدمون مصطلحات دينية توراتية تستهدف شيطنة العرب والمسلمين وتبرير العدوان والإبادة
● اليوم الأحد صوتت حكومة نتنياهو على إعادة تسمية حرب غزة باسم (حرب النهضة) أو (النهوض) أو (حرب القيامة)، لتحل محل اسم (السيوف الحديدية)
● فكرة تغيير الاسم من ناحية التسمية اللغوية تعني أن إسرائيل (نهضت) وقامت (قيامة) من كبوتها بعد هزيمة حمااا س لها في 7 أكتوبر 2023، وقتل 1200 إسرائيلي في قرابة 3 ساعات، ومحاولة إزالة هذا العار بتغيير الأسماء ومخاطبة مشاعر الإسرائيليين المحبطة وأنه أنتصر ولم ينهزم وخاض 7 حروب
● يطمع نتنياهو بتسمية لها دلالة وتداعيات تاريخية تُشي بحدث مؤسس جلل ينطوي على شحنة عاطفية وجدانية، وعلى رسالة مفادها أن إسرائيل نجحت في مواجهة هذا الحدث الخطير والنهوض منه وقلب الموازين فيه وتلميع صورته المنهارة قبل الانتخابات الإسرائيلية العام المقبل
🔴 أما الهدف من تغيير الاسم ودلالاته من الناحية الدينية التوراتية فتعني:
1- استدعاء قصة دينية توراتية هي قصة (العماليق) وهم عدو تاريخي أبدي للشعب اليهودي عذبوا واضطهدوا اليهود لذا يتحدثون عن محاربته وإبادته ويصورون الفلسطينيين والعرب والمسلمين حاليا على أنهم هم (العماليق)!
2- فكرة النهضة والقيامة تنطوي على فكرة الانتقام وتُستخدم لتأطير العدو المعاصر (أهالي غزة وفلسطين) وشيطنتهم ونزع الإنسانية عنهم كي يسهل تفسير وتبرير ما يفعلونه من تجويع وإبادة!
3- فكرة حرب النهضة والقيامة أيضا من منظور دينية صهييوووني ترتبط بنصوص لديهم عن يأجوج ومأجوج والصراع النهائي في نهاية العالم الذي يخشرون فيهم أنفسهم بدعاوى أنهم شعب الله المختار وسوف ينتصرون على أعدائهم.
4- تغيير اسم الحرب إلى (القيامة والنهضة) يستهدف أيضا تبرير احتلال والاستيلاء على ما يسمونه (الأرض الموعودة) أي استعادة السلطة على القدس وإعادة بناء الهيكل.
أي الإيحاء بأن السيطرة أو الاستحواذ على مناطق تاريخية دينية (القدس – الأقصى) له بعد خلاص تاريخي وديني يستثمره مناصرو التوسع الاستيطاني والضم لشرعنة سياسات تغيير الواقع الجغرافي/الديموغرافي.
5- هذا الخطاب الديني يقوم على فكرة “المخلّص” أو “المسيانية” (Messianic rhetoric) ويقصد بها إشارات إلى بدايات عصر المسيح (يسمونه بدايات عصر المشياخ) أو “دلالة إلهية على فاعلية الحدث: تُستعمل لرفع معنويات الشارع الإسرائيلي وإضفاء بعد أسطوري على الحرب.
6- جانب من تغيير تسمية الحرب لاسم ديني توراتي هو مغازلة المسيحيين الإنجيليين في أميركا الذين يقرأون أحداث التاريخ وفق الطريقة اليهودية ويدعمون الإبادة الإسرائيلية ويعتبرون حلفاء لإسرائيل بهدف ضمان مؤيدين في أميركا لإسرائيل وعدوانها.
● ويستغل نتنياهو – كما تقول صحيفة “هآرتس- هذه المفردات الدينية التوراتية في خطابه العام وفي مناسبات رسمية لجعل الصراع يبدو أكثر من نزاع سياسي أو أمني بل محطة كونية تتطلب تماسكًا داخليًا وإجازة أوسع لاستخدام القوة
● ولجذب حلفاء خارجيين، خصوصًا اللوبيات الإنجيلية في الولايات المتحدة، ما يخفف الضغط الدبلوماسي.
● كما يستغلها من أجل قمع أي معارضين له ولتياره الدينية المتطرف بدعاوى أنهم خونة أو أن أي معارضة له تعتبر “خيانة” أو “ضعفًا أمام قدر إلهي”!