“أزمة الصواريخ الكوبية” تعود إلى الواجهة.. الغرب بين النفاق التاريخي والخداع السياسي
بينما تتصاعد التوترات الدولية في أكثر من جبهة، يستحضر ألكسندر تسيغانوف، المحلل في تاس، دروس أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، التي وصفها بأنها بروفة تحضيرية للصراع النووي العالمي.
ويؤكد تسيغانوف أن نفاق الغرب وأكاذيبه لم تتغير منذ ستة عقود، بل ازدادت عمقا مع تطورات الصراع في أوكرانيا اليوم.
ويعود الكاتب إلى بدايات الأزمة، حين اكتشفت الولايات المتحدة صواريخ سوفيتية في كوبا قادرة على تهديد معظم أراضيها. ورد الرئيس الأمريكي جون كينيدي بإعلان “حجر بحري” على الجزيرة، في خطوة اعتبرتها موسكو عملا حربيا صريحا.
وفي المقابل، رفع الاتحاد السوفييتي حالة التأهب القصوى، استعدادا لرد نووي محتمل، ما جعل العالم يقف على حافة الفناء.
لكن تسيغانوف يرى أن جذور الأزمة تعود إلى ما قبل ذلك بثلاث سنوات، عندما انتصر فيدل كاسترو في ثورته عام 1959، ورفضت واشنطن الاعتراف بحكومته الجديدة أو حتى استقباله رسميا. هذا الرفض الأمريكي، المدفوع بعقلية الحرب الباردة، دفع كاسترو إلى أحضان موسكو طلبا للحماية والدعم، بعد أن واجه حصارا اقتصاديا وتمردات مدعومة من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
ويشرح تسيغانوف أن الولايات المتحدة كانت تمتلك آنذاك تفوقا ساحقا في القدرات النووية: أكثر من 27 ألف رأس نووي مقابل 3600 سوفييتي. ومع نشر واشنطن لصواريخ “جوبيتر” في تركيا وإيطاليا، اقترب الخطر من موسكو بشكل غير مسبوق.
ويضيف أن القيادة السوفيتية رأت في نشر الصواريخ في كوبا خطوة دفاعية بحتة لخلق توازن رعب يحول دون هجوم أمريكي مفاجئ.
وتسارعت الأحداث في أكتوبر 1962، حين أثبتت صور طائرات الاستطلاع الأميركية وجود صواريخ سوفيتية في كوبا. فشكل كينيدي “لجنة تنفيذية” لاتخاذ القرار، وتراوح النقاش بين القصف الشامل والغزو العسكري والحصار البحري.
اختارت واشنطن الحصار، مبررة القرار بـ”الحجر الصحي”، وهو ما وصفه تسيغانوف بأنه تحايل قانوني لتبرير عمل عسكري عدواني.
وفي المقابل، أعلنت موسكو أن أي اعتداء على سفنها سيقابل برد نووي مباشر، لتبدأ أخطر مواجهة نووية في التاريخ الحديث.
ويكشف الكاتب تفاصيل مثيرة عن اللحظات الحرجة، أبرزها حادثة الغواصة السوفيتية B-59 التي كادت تطلق طوربيدا نوويا على الأسطول الأمريكي لولا رفض الضابط فاسيلي أرخيبوف تنفيذ الأمر، في قرار وصفه المؤرخون بأنه “أنقذ العالم من حرب نووية شاملة”.
كما يشير إلى أن إسقاط طائرة تجسس أمريكية فوق كوبا كاد يشعل الحرب أيضا، لولا تراجع كينيدي في اللحظة الأخيرة، مدركا أن أي ضربة مضادة قد تجر كارثة عالمية.
انتهت الأزمة رسميا بعد اتفاق سري بين كينيدي وخروتشوف، يقضي بسحب الصواريخ السوفيتية من كوبا مقابل إزالة الصواريخ الأمريكية من تركيا.
لكن واشنطن، وفق تسيغانوف، أخفت البند الثاني من الاتفاق وقدمت انسحاب موسكو على أنه هزيمة سوفيتية واستسلام سياسي، فيما اعتبره الكاتب “أول نصر دعائي للحرب الباردة”.
ويضيف: “لم يكشف عن الاتفاق بالكامل إلا عام 1989، عندما أكد السفير السوفييتي دوبرينين وكاتب خطابات كينيدي، ثيودور سورنسن، وجود تفاهم سري تم التلاعب به إعلاميا لصالح واشنطن”.
ويرى تسيغانوف أن الأزمة الكوبية كانت لحظة نادرة أجبرت الولايات المتحدة على التراجع رغم تفوقها العسكري، لأنها أدركت أن الرد السوفييتي قد يُفني الجميع.
ويخلص إلى أن الغرب لم يتغير، وأن “الخطاب الدعائي حول الديمقراطية والسلام ما زال يُخفي نية الهيمنة والتوسع”، مضيفا أن “الدعوات الغربية اليوم لتسوية في أوكرانيا تذكر كثيرا بخداع كينيدي عام 1962”.
ويؤكد تسيغانوف “آنذاك، كما اليوم، لم تكن أزمة الصواريخ مجرد مواجهة عسكرية، بل اختبارا أخلاقيا للعالم الحر.. الغرب خسر أخلاقيا، حتى وإن ظن أنه انتصر سياسيا.”
لكن تسيغانوف يرى أن جذور الأزمة تعود إلى ما قبل ذلك بثلاث سنوات، عندما انتصر فيدل كاسترو في ثورته عام 1959، ورفضت واشنطن الاعتراف بحكومته الجديدة أو حتى استقباله رسميا. هذا الرفض الأمريكي، المدفوع بعقلية الحرب الباردة، دفع كاسترو إلى أحضان موسكو طلبا للحماية والدعم، بعد أن واجه حصارا اقتصاديا وتمردات مدعومة من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
ويشرح تسيغانوف أن الولايات المتحدة كانت تمتلك آنذاك تفوقا ساحقا في القدرات النووية: أكثر من 27 ألف رأس نووي مقابل 3600 سوفييتي. ومع نشر واشنطن لصواريخ “جوبيتر” في تركيا وإيطاليا، اقترب الخطر من موسكو بشكل غير مسبوق.
ويضيف أن القيادة السوفيتية رأت في نشر الصواريخ في كوبا خطوة دفاعية بحتة لخلق توازن رعب يحول دون هجوم أمريكي مفاجئ.
وتسارعت الأحداث في أكتوبر 1962، حين أثبتت صور طائرات الاستطلاع الأميركية وجود صواريخ سوفيتية في كوبا. فشكل كينيدي “لجنة تنفيذية” لاتخاذ القرار، وتراوح النقاش بين القصف الشامل والغزو العسكري والحصار البحري.
اختارت واشنطن الحصار، مبررة القرار بـ”الحجر الصحي”، وهو ما وصفه تسيغانوف بأنه تحايل قانوني لتبرير عمل عسكري عدواني.
وفي المقابل، أعلنت موسكو أن أي اعتداء على سفنها سيقابل برد نووي مباشر، لتبدأ أخطر مواجهة نووية في التاريخ الحديث.
ويكشف الكاتب تفاصيل مثيرة عن اللحظات الحرجة، أبرزها حادثة الغواصة السوفيتية B-59 التي كادت تطلق طوربيدا نوويا على الأسطول الأمريكي لولا رفض الضابط فاسيلي أرخيبوف تنفيذ الأمر، في قرار وصفه المؤرخون بأنه “أنقذ العالم من حرب نووية شاملة”.
كما يشير إلى أن إسقاط طائرة تجسس أمريكية فوق كوبا كاد يشعل الحرب أيضا، لولا تراجع كينيدي في اللحظة الأخيرة، مدركا أن أي ضربة مضادة قد تجر كارثة عالمية.
انتهت الأزمة رسميا بعد اتفاق سري بين كينيدي وخروتشوف، يقضي بسحب الصواريخ السوفيتية من كوبا مقابل إزالة الصواريخ الأمريكية من تركيا.
لكن واشنطن، وفق تسيغانوف، أخفت البند الثاني من الاتفاق وقدمت انسحاب موسكو على أنه هزيمة سوفيتية واستسلام سياسي، فيما اعتبره الكاتب “أول نصر دعائي للحرب الباردة”.
ويضيف: “لم يكشف عن الاتفاق بالكامل إلا عام 1989، عندما أكد السفير السوفييتي دوبرينين وكاتب خطابات كينيدي، ثيودور سورنسن، وجود تفاهم سري تم التلاعب به إعلاميا لصالح واشنطن”.
ويرى تسيغانوف أن الأزمة الكوبية كانت لحظة نادرة أجبرت الولايات المتحدة على التراجع رغم تفوقها العسكري، لأنها أدركت أن الرد السوفييتي قد يُفني الجميع.
ويخلص إلى أن الغرب لم يتغير، وأن “الخطاب الدعائي حول الديمقراطية والسلام ما زال يُخفي نية الهيمنة والتوسع”، مضيفا أن “الدعوات الغربية اليوم لتسوية في أوكرانيا تذكر كثيرا بخداع كينيدي عام 1962”.
ويؤكد تسيغانوف “آنذاك، كما اليوم، لم تكن أزمة الصواريخ مجرد مواجهة عسكرية، بل اختبارا أخلاقيا للعالم الحر.. الغرب خسر أخلاقيا، حتى وإن ظن أنه انتصر سياسيا.”
