أهلاوية برغم الطلاق ….بقلم محمد عبد القدوس

عنوان مقالي أراه أثار دهشتك وتسألني: وما علاقة النادي الأهلي بالطلاق الذي جرى في أسرتكم ؟؟
وأسرتنا كلها أهلاوية من الآباء إلى الأحفاد .. وتشجيعنا للأهلي وراءه سبب خاص جداً ننفرد به عن كل الجماهير الضخمة التي تشجع النادي العريق ..
والجدير بالذكر أنه ظهر إلى الوجود تحديداً عام ١٩٠٧ رداً على إنشاء الإنجليز لنادي الجزيرة الرياضي بعد إحتلالهم لمصر ، وكانت عضويته تقتصر عليهم وعلى غيرهم من الأجانب والأسرة المالكة ..
وجاء النادي الأهلي ليكون نادي للمصريين ، والزعيم “سعد زغلول” من بين المؤسسين .. ومن هنا سر شعبيته الجارفة.
وكان للنادي أنشطة عدة من أبرزها الفن .. وفي عام ١٩١٧ يعني بعد إنشاء الأهلي بعشر سنوات تعرف جدي الفنان “محمد عبدالقدوس” على جدتي “فاطمة اليوسف” الشهيرة ب “روزاليوسف” ..
وكان الأول في ذلك الوقت ملك فن المونولوج ، بينما سيدتي نجمة المسرح بلا منازع وأطلقوا عليها “سارة برنار” الشرق .. وهي أشهر فنانة أجنبية في ذلك الوقت ،
وفي النادي العريق بدأت قصة حب بينهما وتم تتويجها بالزواج في نفس العام .. ومن هنا كان تشجيع أسرتنا كلها للأهلي من زمان قوي ..
وأسألك: هل يوجد أحد يشجع الأهلي لأن الحب جمع بين أجداده في النادي منذ أكثر من مئة عام ؟؟
وللأسف الزواج لم يدم طويلاً بل تم الطلاق سريعاً أواخر عام ١٩١٨ عندما كانت جدتي حامل في أبي الذي سيكون هو الآخر نجم لامع في مجال الصحافة والأدب !!
وهذا الطلاق السريع جداً الذي لم يصمد حتى ولادة طفلها أمر يدعو إلى الدهشة ويدخل في دنيا العجائب .. لكن الكاتب الشهير قال إنه أمر طبيعي ومتوقع !! والسبب في رأيه – وأبي محلل نفسي بارع – إن الأدوار في هذا الزواج بالمقلوب !!
جدي ملك المونولوج فنان بحق وحقيقي له مزاجه الخاص ولا يحب القيود ..
وجدتي العكس تماماً رغم أنها فنانة إلا أن ظروفها صعبة جداً جداً كما أخبرتك ..
جاءت إلى مصر من بلاد الشام يتيمة وحيدة لا أهل لها ولا أقارب ولو من الدرجة العاشرة .. وهذا ما جعلها ست ناشفة وقوية وصلبة تستطيع حكم بلد .. ومن هنا حافظت على نفسها داخل الوسط الفني المليء بالفساد والانحرافات فالكل كان يخشاها .. أما في زواجها فقد أرادت أن يسير بيتها بنظام صارم .. ورفض جدي هذا الحكم العسكري .. وسرعان ما حدث الإنفصال ..
وأظنك قد فهمت الآن عنوان مقالي “أهلاوية برغم الطلاق” !!







