إلى امرأة مّا…بقلم حيدر البرهان

لحظةُ غروب
صَمْتُهُمْ لَيْسَ ضَعْفًا
هُو دِفْءٌ يَجْمَعُ حَنَانَ القُلُوبِ،
كَالشَّمْعِ، يَذُوبُ لِيُضِيءَ لِلآخَرِينَ.
يَحْمِلُونَ الأَلَمَ فِي صَدْرِهِمْ،
ثُمَّ يَحوِّلُونَهُ إلَى عَفْوٍ،
كَشَجَرَةٍ تُعْطِي ظِلَّهَا لِمَنْ قَطَفَ ثَمَرَهَا.
يَسْمَعُونَ صَوْتَ الحِكْمَةِ يَهْمَسُ:
“الكَبَارُ لِمَنْ اسْتَطَاعَ الصَّفْحَ”.
فَيَصْبِرُونَ.
حَتَّى يَأْتِي يَوْمٌ…
يَشْعُرُونَ فِيهِ بِالتَّعَبِ.
فَيَغِيبُونَ بِهُدُوءٍ،
كَالشَّمْسِ عِنْدَ الغُرُوبِ.
غِيَابُهُمْ لَيْسَ نِهَايَةً،
بَلْ هُوَ دَرْسٌ أَخِيرٌ.
يُذَكِّرُنَا أَنَّ كُلَّ صَبْرٍ لَهُ حَدٌّ.
يَذْهَبُونَ لِيَسْتَرِيحُوا،
وَيَتْرُكُونَ لَنَا ذِكْرَى:
أَنَّ الْوُدَّ الحَقِيقِيَّ
لَيْسَ اخْتِبَارًا فِي الاحْتِمَالِ،
بَلْ هُوَ الْعُثُورُ عَلَى مَكَانٍ لَا يَحْتَاجُ إِلَى احْتِمَالٍ.
فَلا تُحَاوِلْ أَبَدًا
أَنْ تُطْفِئَ نُورَ قَلْبٍ طَاهِرٍ.
فَقَدْ يَكُونُ هُوَ النُّورَ الوَحِيدَ
الَّذِي يَهْدِيكَ إِلَى نَفْسِكَ
عِنْدَمَا تَضِيعُ فِي ظُلْمَةِ الْعَالَمِ.







